عدوّنا.» (١)
[في أنّ الولاية المطلقة للنّبيّ والأئمّة ـ عليهمالسلام ـ]
اعلم أنّ النبوّة المطلقة مختصّة بنبيّنا صلىاللهعليهوآله ، والوصيّة النيابة المطلقة عنه ، والولاية المطلقة الكلّيّة له صلىاللهعليهوآله وللائمّة ـ صلوات الله عليهم ـ ، وأمّا سائر الانبياء والاولياء فلهم نبوّة خاصّة مقيّدة وولاية جزئيّة على أهل عصر خاصّ أو قرية معيّنة ، لا على ما سوى الله سبحانه من أقسام موجودات العوالم بأسرها ، الّذي هو معنى الخلافة عن الله سبحانه بعنوان كلّيّ مطلق ؛ لانّهم عليهمالسلام مظاهر الاسم الاعظم بتمامه ، ما سوى الحرف الواحد ، الّذي لا مظهر له في العالم ، وسائر المعصومين عليهمالسلام مظاهر لبعض أجزائه وحروفه (٢). وإذا كانوا عليهمالسلام مظاهر لاسم السلطنة الالهيّة المطلقة ، فلا جرم كان كلّ من سواهم تحت سلطنتهم ، ونبيّنا صلىاللهعليهوآله سيّد الانبياء. ولمّا ثبت أنّ الولاية الّتي له صلىاللهعليهوآله هي بعينها لخلفائه فهم السلاطين والاولياء على ما سوى الله سبحانه ، فلهم الولاية على الانبياء السابقين ، وله صلىاللهعليهوآله النبوّة المطلقة ، وجميع الانبياء يخبرون عن بعض ما أنبأه معنى لانحصار
__________________
(١) العياشي ، ج ١ ، ص ١٣ ، ح ٣ ؛ والصّافي ، ج ١ ، المقدّمة الثالثة ، ص ١٤ ؛ والبرهان ، ج ١ ، ص ٢٢.
(٢) كما ورد في أحاديثهم ـ عليهمالسلام ـ ؛ كرواية الصفار (ره) عن هارون ابن الجهم ، عن رجل من أصحاب أبي عبد الله ـ عليهالسلام ـ قال : سمعت أبا عبد الله ـ عليهالسلام ـ يقول : «انّ عيسى بن مريم أعطي حرفين وكان يعمل بها ، وأعطي موسى بن عمران أربعة أحرف ، وأعطي إبراهيم ثمانية أحرف ، وأعطى نوح خمسة عشر حرفا ، وأعطى آدم خمسة وعشرون حرفا ، وانّه جمع الله ذلك لمحمّد ـ صلىاللهعليهوآله ـ وأهل بيته ، وانّ اسم الله الأعظم ثلاثة وسبعون حرفا أعطى الله محمّدا ـ صلىاللهعليهوآله ـ اثنين وسبعين حرفا ، وحجب عنه حرفا واحدا.» راجع البصائر ، باب ١٣ من الجزء الرابع ، ص ٢٠٨ ، ح ٢.