بيت الابعاض بمعرفة وايمان ، أو محبّة ، أو متابعة وتسليم ، فقد انتسب إلى البيت بقدره ، ومن عاند وأنكر وجحد الابعاض ، أو صار عدوّا لها ، فقد أنكر وعاند وجحد واعتدى على التامّ. هذا جملة ما سنح بالبال ، والله العالم بحقيقة الحال.
[في أنّ عليّا ـ عليهالسلام ـ قسيم الجنّة والنّار]
ويؤيّد جملة ممّا ذكر ما عن الصدوق [رض] في علل الشرائع باسناده عن المفضّل بن عمر ، قال :
«قلت لأبي عبد الله : بما صار عليّ بن أبي طالب عليهالسلام قسيم الجنّة والنار؟
قال : لأنّ حبّه إيمان وبغضه كفر ، وإنّما خلقت الجنّة لاهل الايمان ، وخلقت النّار لأهل الكفر ، فهو عليهالسلام قسيم الجنّة والنار لهذه العلّة ، والجنّة لا يدخلها إلا أهل محبّته ، والنار لا يدخلها إلا أهل بغضه.
قال المفضّل : يابن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فالانبياء والاوصياء هل كانوا يحبّونه وأعدائهم يبغضونه (١)؟ فقال : نعم.
قلت : فكيف ذلك؟
قال : أما علمت أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال يوم خيبر : «لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، ما يرجع حتى يفتح الله على يديه»؟ قلت : بلى.
قال : أما علمت أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله لمّا أتي بالطائر المشوي قال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك (٢) يأكل معي هذا
__________________
(١) في العلل والبحار : «كانوا يبغضونه».
(٢) في بعض النسخ : «إليك وإليّ».