أعلمتك إن شاء الله ، فلم يلبث إذ كتب العامل أصبت الرجل على ما وصفت ، فصنعت الذي أمرت فثبت البناء.
فقال عمر لعليّ عليهالسلام : ما حال هذا الرجل؟ فقال : هذا نبيّ أصحاب الأخدود (١).
وقصّتهم معروفة في تفسير القرآن.
فصل
[قصّة نبي الله إلياس في بعلبك]
[٣٥٤ / ١٠] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن شاذان بن أحمد بن عثمان البرواديّ ، حدّثنا أبو عليّ محمّد بن محمّد بن الحارث بن سفيان الحافظ السمرقنديّ ، حدّثنا صالح بن سعيد الترمذيّ ، عن منعم بن إدريس ، عن وهب بن منبّه ، عن ابن عبّاس رضى الله عنه قال : إنّ يوشع بن نون بوّأ بني إسرائيل الشام بعد موسى عليهالسلام وقسّمها بينهم ، فصار منهم سبط ببعلبك بأرضها وهو اليسع الذي منه إلياس النبيّ عليهالسلام فبعثه الله إليهم ، وعليهم يومئذ ملك فتنهم بعبادة صنم يقال له : بعل ، وذلك قوله تعالى : (وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ* إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ* أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ* اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ* فَكَذَّبُوهُ)(٢).
وكان للملك زوجة فاجرة يستخلفها إذا غالب فتقضي بين الناس ، وكان لها كاتب حكيم قد خلّص من يدها ثلاثمائة مؤمن كانت تريد قتلهم ، ولم يعلم على وجه الأرض أنثى أزنا منها ، وقد تزوّجت سبعة ملوك من بني إسرائيل حتّى ولدت تسعين ولدا سوى ولد ولدها.
__________________
(١) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٤٠ / ٤ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٥٠٥.
(٢) الصافّات : ١٢٣ ـ ١٢٧.