بها (١) الجبال التي بناحية الموصل ، فصارت حديدا إلى يوم القيامة ، فلمّا رأى قوم يونس أنّ العذاب صرف عنهم حمدوا الله وهبطوا إلى منازلهم وضمّوا إليهم نساءهم وأولادهم.
وغاب يونس عليهالسلام عن قومه ثمانية وعشرين يوما ، سبعة في ذهابه ، وسبعة في بطن الحوت ، وسبعة بالعراء ، وسبعة في رجوعه إلى قومه ، فأتاهم فآمنوا به وصدّقوه واتّبعوه عليهالسلام (٢).
فصل
[يونس عليهالسلام في بطن الحوت]
[٣٥٦ / ١٢] ـ وبإسناده عن ابن أورمة ، عن الحسن بن عليّ بن محمّد ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : خرج يونس عليهالسلام مغاضبا من قومه لمّا رأى من معاصيهم حتّى ركب مع قوم في سفينة في اليمّ ، فعرض لهم حوت ليغرقهم ، فساهموا ثلاث مرّات ، فقال يونس : إيّاي أراد ، فاقذفوني ، فلمّا أخذت السمكة يونس عليهالسلام أوحى الله تعالى إليها : أنّي لم أجعله لك رزقا ، فلا تكسري له عظما ولا تأكلي له لحما.
قال : فطافت به البحار : (فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)(٣) وقال : لمّا صارت السمكة في البحر الذي فيه قارون ، سمع قارون
__________________
(١) في «ر» «س» : (به).
(٢) عنه وعن تفسير العيّاشيّ ٢ : ١٢٩ / ٤٤ في بحار الأنوار ١٤ : ٣٩٢ / ١٢ بتفصيل أكثر ، واللفظ للعيّاشيّ بهذا السند : عن أبي عبيدة الحذّاء ، عن أبي جعفر عليهالسلام .. وعنه في تفسير الصافي ٢ : ٤٢١ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٣٢١ / ١٣٢ وج ٤ : ٤٣٧ / ١١٨ وج ٥ : ٣٩٧ / ٦٠ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٨٧.
(٣) الأنبياء : ٨٧.