ثمّ مات زكريّا ، فورثه يحيى عليهماالسلام الكتاب والحكمة وهو صبيّ صغير ، فلمّا بلغ عيسى عليهالسلام سبع سنين تكلّم بالنبوّة حين أوحى الله تعالى إليه ، وكان عيسى الحجّة على يحيى وعلى الناس أجمعين.
وليس تبقى الأرض يا أبا خالد ، (١) يوما واحدا بغير حجّة لله (٢) على الناس منذ خلق الله آدم عليهالسلام.
قلت : أو كان عليّ بن أبي طالب عليهالسلام حجّة من الله ورسوله إلى هذه الأمّة في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ قال : نعم ، وكانت طاعته واجبة على الناس في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآله وبعد وفاته ، ولكنّه صمت ولم يتكلّم مع النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وكانت الطاعة لرسول الله صلىاللهعليهوآله على أمّته وعلى عليّ معهم في حال حياة رسول الله ، وكان عليّ حكيما عالما (٣).
فصل
[لا حاجة لعيسى عليهالسلام للتعلّم]
[٣٧٤ / ٧] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيّ ، حدّثنا أحمد بن محمّد الهمدانيّ مولى بني هاشم ، حدّثنا جعفر بن عبد الله بن جعفر ، حدّثنا كثير بن عيّاش القطّان ، عن أبي الجارود زياد بن المنذر ، عن الباقر عليهالسلام قال : لمّا ولد عيسى عليهالسلام كان ابن يوم كأنّه ابن شهرين ، فلمّا كان ابن سبعة أشهر أخذته والدته وأقعدته عند المعلّم ، فقال المؤدّب : قل : بسم الله الرحمن الرحيم.
__________________
(١) كنية ليزيد الكناسيّ (منتهى المقال ٧ : ٥٢).
(٢) في «ص» «م» : (الله).
(٣) عنه وعن الكافي ١ : ٣٨٢ / ١ في بحار الأنوار ١٤ : ٢٥٥ / ٥١ بتفصيل أكثر ، واللفظ للكافي : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى .. إلى آخر السند في المتن وفي بحار الأنوار ١٨ : ٢٧٨ باختصار عن الكافي.