[٣٨٠ / ١٣] ـ وفي رواية : أتت عيسى عليهالسلام امرأة من كنعان بابن لها مزمن ، فقالت : يا نبيّ الله ، ابني هذا زمن ، ادع الله له ، قال : إنّما أمرت أن أبرئ زمنى بني إسرائيل ، قالت : يا روح الله ، إنّ الكلاب تنال من فضول موائد أربابها إذا رفعوا موائدهم ، فأنلنا من حكمتك ما ننتفع به ، فاستأذن الله تعالى في الدعاء فأذن له فأبرأه (١).
فصل
[علم النبوّة وضعف الصبا]
[٣٨١ / ١٤] ـ وبإسناده عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، قال : سأل أبي أبا عبد الله عليهالسلام : هل كان عيسى يصيبه ما يصيب ولد آدم؟ قال : نعم ، ولقد كان يصيبه وجع الكبار (٢) في صغره ، ويصيبه وجع الصغار في كبره ويصيبه المرض ، وكان إذا مسّه وجع الخاصرة في صغره وهو من علل الكبار قال لأمّه : ابغي لي عسلا وشونيزا (٣) وزيتا فتعجني به ، فأتته به فأكرهه فتقول : لم تكرهه وقد طلبته؟
فقال : هاتيه ، نعتّه لك بعلم النبوّة ، وأكرهته لجزع الصبا ، ويشمّ الدواء ثمّ يشربه بعد ذلك (٤).
[٣٨٢ / ١٥] ـ وفي رواية إسماعيل بن جابر ، قال أبو عبد الله عليهالسلام : إنّ عيسى بن مريم عليهالسلام كان يبكي بكاء شديدا ، فلمّا أعيت مريم عليهاالسلام كثرة بكائه قال لها : خذي من
__________________
(١) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٢٥٣ / ٤٥.
(٢) في النسخ الأربعة : (الكباد) والمثبت موافق للسياق وللبحار. وكذا في الموضع الآتي.
(٣) الشونيز والشونوز والشينيز : الحبّة السوداء ، وهي المعروفة بحبّة البركة (الإفصاح في فقه اللغة ١ : ٥٤٦).
(٤) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٢٥٣ / ٤٦ وج ٥٩ : ١٧٠ / ٤ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٦٣.