لحا (١) هذه الشجرة فاجعلي وجورا (٢) ثمّ اسقينيه فإذا سقي بكى بكاءا شديدا فتقول مريم عليهاالسلام : ماذا أمرتني؟
فيقول : يا أمّاه ، علم النبوّة وضعف الصبا (٣).
[من آثار الصدقة]
[٣٨٣ / ١٦] ـ وبإسناده (*) عن ابن سنان ، عن أحمد بن أبي نصر ، عن أبي بصير ، عن الصادق عليهالسلام قال : إنّ عيسى عليهالسلام مرّ بقوم مجلبين (٤) ، فسأل عنهم ، فقيل : بنت فلان تهدى إلى فلان ، فقال : صاحبتهم ميتة من ليلتهم ، فلمّا كان من الغد قيل : إنّها حيّة يخرج بها الناس إلى دارها فخرج زوجها ، فقال له : سل زوجتك ما فعلت البارحة من الخير؟
فقالت : ما فعلت شيئا إلّا أنّ سائلا كان يأتيني كلّ ليلة جمعة فيما مضى وأنّه جاءنا ليلتنا فهتف فلم يجب ، فقال : عزّ عليّ أنّها لا تسمع صوتي وعيالي يبقون الليلة جياعا ، فقمت مستنكرة فأنلته مقدار ما كنت أنيله فيما مضى.
قال عيسى عليهالسلام : تنحّي عن مجلسك ، فتنحّت ، فإذا تحت ثيابها أفعى عاضّ على
__________________
(١) اللحا : القشر الرقيق للشجرة (الإفصاح ٢ : ١١٧١).
(٢) الوجور والوجور بالفتح والضم : الدواء يوجر أي يصبّ في الفم (الإفصاح ١ : ٥٤٢ ، ترتيب كتاب العين ٣ : ١٩٢٦).
(٣) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٢٥٤ / ٤٧ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٦٣.
(*) كذا في النسخ ، ولم يوجد رواية ابن سنان عن ابن أبي نصر مع الفحص في غير هذا الموضع ، ورواه الصدوق في المجالس : ٥٨٩ / ١٣ ، عن محمّد بن سنان المجاور عن أحمد بن نصر الطحّان .. كما سيأتي في الهامش (من إفادات السيّد الشبيري الزنجاني). وقد تقدّم الطريق إلى محمّد بن سنان كثيرا منها الرقم : (٢٣٦) و (٢٤٤).
(٤) الجلب : الصياح والصخب ، وفي مجمع البحرين ٢ : ٢٥ مجلبين من الجلبة ، وهي الضوضاء واختلاط الأصوات.