ولا تستعن في أمورك إلّا بمن يحبّ (١) أن يتّخذ في قضاء حاجتك أجرا ، فإنّه إذا كان كذلك طلب قضاء حاجتك لك كطلبه لنفسه ، لأنّه بعد (٢) نجاحها لك كان ربحا في الدنيا الفانية وحظّا وذخرا له في الدار الباقية فيجتهد في قضائها لك ، وليكن إخوانك وأصحابك الذين تستخلصهم وتستعين بهم على أمورك أهل المروّة والكفاف والثروة ، والعقل والعفاف الذين إن نفعتهم شكروك ، وإن غبت عن جيرتهم ذكروك (٣).
فصل
[من آداب نبي الله لقمان عليهالسلام]
[٢٧٠ / ١١] ـ وبالإسناد المتقدّم عن الصادق عليهالسلام قال : قال لقمان لابنه (٤) : إن تأدّبت صغيرا انتفعت به كبيرا ، ومن عنى بالأدب اهتمّ به ، ومن اهتمّ به تكلّف علمه ، ومن تكلّف علمه (٥) اشتدّ له طلبه ، ومن اشتدّ له طلبه أدرك به منفعة فاتّخذه عادة.
وإيّاك والكسل منه والطلب بغيره ، وإن غلبت على الدنيا فلا تغلبنّ على الآخرة ، وإنّه إن فاتك طلب العلم فإنّك لن تجد تضييعا أشدّ من تركه.
يا بنيّ ، استصلح الأهلين والإخوان من أهل العلم إن استقاموا لك على الوفاء ، واحذرهم عند انصراف الحال بهم عنك ، فإنّ عداوتهم أشدّ مضرّة من عداوة الأباعد لتصديق الناس إيّاهم لاطّلاعهم عليك.
__________________
(١) في «ر» «س» : (تحبّ).
(٢) في «م» : (يعدّ).
(٣) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤١٨ / ١٢ بالسند الكامل ، وفي مستدرك الوسائل ١٢ : ٤٣٨ / ٣ من قوله :
(ولا تستعن في أمورك) إلى آخر الحديث.
(٤) في «ر» «س» «ص» والبحار : (يا بنيّ) بدلا من : (لابنه).
(٥) قوله : (ومن تكلّف علمه) لم يرد في «ر» «س» «ص».