[رؤيا المؤبذان وتأويل سطيح]
[٤١١ / ١] ـ وبالإسناد الصحيح عن المخزوم بن هلال المخزوميّ ، عن أبيه ـ وقد أتى عليه مائة وخمسون سنة ـ قال : لمّا كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلىاللهعليهوآله ارتجس أيوان كسرى ، فسقطت منه أربع عشرة شرفة (١) ، وخمدت نيران فارس ، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ، وغاضت بحيرة ساوة ، ورأى المؤبذان (٢) في النوم إبلا صعابا تقود (٣) خيلا عرابا قد قطعت دجلة فانتشرت في بلادها.
فلمّا أصبح كسرى ، راعه ذلك وأفزعه ، وتصبّر عليه تشجّعا ، ثمّ رأى أن لا يدّخر ذلك عن أوليائه ووزرائه ومرازبه (٤) ، فجمعهم وأخبرهم بما هاله ، فبينما هم كذلك إذا أتاهم خمود (٥) نار فارس فقال المؤبذان : وأنا رأيت رؤيا ، وقصّ رؤياه في
__________________
(١) جاء في الإفصاح في فقه اللغة ١ : ٥٦٢ : الشرفة ما يوضع على أعلى القصور والمدن.
(٢) المؤبذ : فقيه الفرس ، وحاكم المجوس ، وقيل : المؤبذان كقاضي القضاة للمسلمين ، والمؤبذ كالقاضي (النهاية في غريب الحديث ٤ : ٣٦٩).
(٣) في «ر» «س» : (يقود).
(٤) مرازبه : مفردها مرزبان بفتح الميم وقيل : بضمّها وإسكان الراء وفتح الزاء ، وهو الرئيس الفارس الشجاع المقدّم على القوم دون الملك (مجمع البحرين ٤ : ١٩١).
(٥) في «ر» «س» : (فبينا هم كذلك إذ أتاهم بخمود).