لتصف ربّا عليما عظيما بلا كيف ، فكيف لي أن أعلم أنّه أرسلك؟
قال : فلم يبق بحضرتنا ذلك اليوم حجر ولا مدر ولا جبل ولا شجر إلّا قال مكانه : أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّدا عبده ورسوله ، وقلت له أيضا : أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمّدا رسوله.
فقال : يا محمّد ، من هذا؟ قال : هو خير أهلي ، وأقرب الخلق منّي ، لحمه من لحمي ، ودمه من دمي ، وروحه من روحي ، وهو الوزير منّي في حياتي ، والخليفة بعد وفاتي ، كما كان هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي ؛ فاسمع له وأطع ، فإنّه على الحقّ ، ثمّ سمّاه عبد الله (١).
فصل
[نبيّنا صلىاللهعليهوآله والرعي]
[٤١٥ / ٥] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن حامد ، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن الحسن ، حدّثنا محمّد بن يحيى أبو صالح ، حدّثنا الليث ، حدّثنا يونس ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة أنّ جابر بن عبد الله قال : كنّا عند رسول الله صلىاللهعليهوآله بمرّ الظهران (٢) يرعى الكباش وأنّ رسول الله قال : عليكم بالأسود منه فإنّه أطيبه (٣) ، قالوا : ترعى الغنم؟ قال : نعم ، وهل نبيّ إلّا رعاها (٤).
__________________
(١) عنه في بحار الأنوار ٣٨ : ١٣٣ / ٨٦.
ورواه الصدوق في التوحيد : ٣١٠ / ٢ بنفس السند تقريبا مع اختلاف وزيادة في المتن وعنه في بحار الأنوار ٣٨ : ١٣١ / ٨٤ ونور البراهين للجزائريّ ٢ : ١٦٤ / ٢.
(٢) قال ياقوت الحمويّ في معجم البلدان ٤ : ٦٣ : الظهران واد قرب مكّة وعنده قرية يقال لها : مرّ ، تضاف إلى هذا الوادي فيقال : مرّ الظهران.
(٣) في «ر» «س» : (منها فإنّه لطيّبة).
(٤) عنه في بحار الأنوار ١٦ : ٢٢٣ / ٢٤.