عتيق رسول الله صلىاللهعليهوآله فسمن حتّى تضايق فامتلأ جلده (١).
فصل
[استجابة الجبل له صلىاللهعليهوآله]
[٤٢٣ / ١٣] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن القاسم الأستر آباديّ ، حدّثنا يوسف بن محمّد بن زياد ، عن أبيه ، عن الحسن بن عليّ عليهماالسلام في قوله تعالى جلّت عظمته : (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً)(٢) قال : يقول الله : يبست من الخير قلوبكم معاشر اليهود في زمان موسى صلوات الله عليه ، ومن الآيات و (٣) المعجزات التي شاهدتموها من محمّد صلىاللهعليهوآله فهي كالحجارة اليابسة لا ترشح رطوبة (٤) ، أي : أنّكم لا حقّ لله تؤدّون ، ولا مكروبا تغيثون ، ولا بشيء من الإنسانيّة تعاشرون وتعاملون ، (أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) أبهم على السامعين ولم يبيّن لهم ، كما يقول القائل : أكلت خبزا أو لحما ، وهو لا يريد به أنّي لا أدري ما أكلت ، بل يريد به أن يبهم على السامعين ، حتّى لا يعلم ماذا أكل وإن كان يعلم أنّه قد أكل أيّهما.
(وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ)(٥) فتجيء بالخيرات والغياث لبني آدم ، (وَإِنَّ مِنْها) أي من الحجارة ما يشقق فيقطر منه الماء دون الأنهار ، وقلوبكم
__________________
(١) رواه الصفّار في بصائر الدرجات : ٣٦٨ ، والمفيد في الاختصاص : ٢٩٥ بنفس السند مع تفاوت يسير في المتن وعنهما في بحار الأنوار ١٧ : ٤٠١ / ١٥.
(٢) البقرة : ٧٤.
(٣) قوله : (و) لم يرد في «ر» «س» «ص».
(٤) في «ر» «س» «ص» : (برطوبة).
(٥) البقرة : ٧٤ ، وفي «ر» «س» زيادة : (أي : قلوبكم في القساوة بحيث لا يجيء منها خيرا ـ يا يهود ـ وفي الحجارة ما يتفجّر منه الأنهار).