فصل
[نطق الناقة لعليّ عليهالسلام]
[٤٣٤ / ٢٤] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد ، حدّثنا فرات ابن إبراهيم بن فرات الكوفيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن سعيد الأحمسيّ ، حدّثنا نصر بن مزاحم ، عن قطرب بن عليف (١) ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن سلمان الفارسيّ رضى الله عنه قال : كنت ذات يوم عند النبيّ صلىاللهعليهوآله إذ أقبل أعرابيّ على ناقة له (٢) فسلّم ، ثمّ قال : أيّكم محمّد؟ فأومي إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال : يا محمّد ، أخبرني عمّا في بطن ناقتي حتّى أعلم أنّ الذي جئت به حقّ وأؤمن بإلهك وأتّبعك ، فالتفت النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال : حبيبي عليّ ، عليك بذلك.
فأخذ عليّ بخطام (٣) الناقة ، ثمّ مسح يده على نحرها ، ثمّ رفع طرفه إلى السماء وقال : اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وأهل بيت محمّد ، وبأسمائك الحسنى ، وبكلماتك التامّات لمّا أنطقت هذه الناقة حتّى تخبرنا بما في بطنها ، فإذا الناقة قد التفتت إلى عليّ عليهالسلام وهي تقول : يا أمير المؤمنين ، إنّه ركبني يوما وهو يريد زيارة ابن عمّ له ، وواقعني فأنا حامل منه.
فقال الأعرابيّ : ويحكم النبيّ هذا أم هذا؟ فقيل : هذا النبيّ وهذا أخوه وابن عمّه ، فقال الأعرابيّ : أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنّك رسول الله ، وسأل النبيّ صلىاللهعليهوآله أن يسأل الله عزوجل أن يكفيه ما في بطن ناقته فكفاه ، وحسن إسلامه.
__________________
(١) في البحار : (عطيف).
(٢) قوله : (له) لم يرد في «ر» «س».
(٣) قال في المصباح المنير : ١٧٤ : الخطم من كلّ دابّة مقدم الأنف والفم وخطام البعير معروف وجمعه خطم ، سمي بذلك لأنّه يقع على خطمه.