فصل
[قصّة سلمان رضى الله عنه]
[٤٣٨ / ٢٨] ـ وعنه ، عن ابن حامد ، حدّثنا محمّد بن يعقوب ، حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار ، حدّثنا يونس ، عن ابن إسحاق ، حدّثنا عاصم بن عمرو بن قتادة ، عن محمود بن أسد ، عن ابن عبّاس قال : حدّثني سلمان الفارسيّ رضى الله عنه قال : كنت رجلا من أهل إصفهان من قرية يقال لها : جي ، وكان أبي دهقان أرضه ، وكان يحبّني حبّا شديدا يحبسني في البيت كما تحبس الجارية ، وكنت صبيّا لا أعلم من أمر الناس إلّا ما أرى من المجوسيّة حتّى أنّ أبي بنى بنيانا وكان له ضيعة ، فقال : يا بنيّ ، شغلني من اطّلاع الضيعة ما ترى ، فانطلق إليها ومرهم بكذا وكذا ولا تحتبس (١) عنّي.
فخرجت أريد الضيعة ، فمررت بكنيسة النصارى فسمعت أصواتهم ، فقلت : ما هذا؟ قالوا : هؤلاء النصارى يصلّون ، فدخلت أنظر فأعجبني ما رأيت من حالهم ، فو الله ما زلت جالسا عندهم حتّى غربت الشمس ، وبعث أبي في طلبي في كلّ وجه حتّى جئته حين أمسيت ولم أذهب إلى ضيعته ، فقال أبي : أين كنت؟ قلت : مررت بالنصارى (٢) فأعجبني صلاتهم ودعاؤهم ، فقال : أي بنيّ ، إنّ دين آبائك خير من دينهم ، فقلت : لا والله ما هذا بخير من دينهم ، هؤلاء قوم يعبدون
__________________
(١) في «ر» «س» «ص» : (تحبس).
(٢) في «ر» «س» : (بكنيسة النصارى).