قالت : نعم ، إن لم أفعل عذّبني الله عذاب العشّار (١) ، فأطلقها فذهبت فأرضعت خشفيها ثمّ رجعت فأوثقها ، فجاء الأعرابيّ فقال : يا رسول الله ، أطلقها فأطلقها فخرجت تعدو ، وتقول : أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنّك رسول الله (٢).
فصل
[كلام الناقة معه صلىاللهعليهوآله]
[٤٥٣ / ٤٣] ـ وعن ابن حامد ، عن ابن (٣) سعدان الشيرازيّ ، حدّثنا أبو الخير بندار ابن يعقوب المالكيّ ، حدّثنا جعفر بن درستويه ، حدّثنا اليمان بن سعيد المصيصيّ ، حدّثنا يحيى بن عبد الله البصريّ ، حدّثنا عبد الرزّاق ، حدّثنا معمّر ، عن الزهريّ ، عن سالم بن عبد الله ، عن ابن عمر (٤) قال : كنّا جلوسا عند رسول الله صلىاللهعليهوآله إذ دخل أعرابيّ على ناقة حمراء ، فسلّم ثمّ قعد ، فقال بعضهم : إنّ الناقة التي تحت الأعرابيّ سرقها ، قال : أقم بيّنة.
فقالت الناقة التي تحت الأعرابيّ : والذي بعثك بالكرامة يا رسول الله ، إنّ هذا ما سرقني ولا ملكني أحد سواه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا أعرابيّ ، ما الذي قلت حتّى أنطقها الله بعذرك؟
قال : قلت : «اللهمّ إنّك لست بإله (٥) استحدثناك ، ولا معك إله أعانك على
__________________
(١) قال الجرجاني في شرح المواقف ٨ : ٢٥٧ : العشّار : آخذ العشر ، ولعلّ المراد بالعشّار : الجائر.
(٢) عنه في بحار الأنوار ١٧ : ٤٠٢ / ١٩ بدون سند ، وذكره أيضا في ج ٧٥ : ٣٤٨ / ٥٠ إلى قوله : (العشّار فأطلقها) ، مجمع الزوائد ٨ : ٢٩٥ ، المواقف ٣ : ٤٠٧.
(٣) كلمة : (ابن) لم ترد في «ر» «س».
(٤) في «ر» «س» زيادة : (رفعه).
(٥) في البحار : (بربّ).