وأنا طفل خماسيّ ، إذ دخل عليه نفر من اليهود ، فسألوه عن دلائل رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال لهم : سلوا هذا.
فقال أحدهم : ما أعطي نبيّكم من الآيات التي نفت الشكّ ، قلت : آيات كثيرة ، اسمعوا وعوا أنتم ، تدرون أنّ الجنّ كانت تسترق السمع قبل مبعث نبيّ الله ، ثمّ بعث في أوّل رسالته بالرجوم وبطلان الكهنة والسحرة ، فإنّ أبا جهل أتاه وهو نائم خلف جدار ومعه حجر يريد أن يرميه (١) فالتصق بكفّه.
ومن ذلك كلام الذئب ، وكلام البعير ، وأنّ امرأة عبد الله بن مسلم أتته بشاة مشويّة (٢) مسمومة ومع النبيّ بشر بن البراء بن عازب ، فتناول النبيّ صلىاللهعليهوآله الذراع وتناول بشر الكراع ، فأمّا النبيّ فلاكها ولفظها ، وقال : إنّها لتخبرني أنّها مسمومة ، وأمّا بشر فلاكها وابتلعها ، فمات فأرسل إليها فأقرّت ، قال : فما حملك على ما فعلت؟
قالت : قتل (٣) زوجي وأشراف قومي ، قلت : إن كان ملكا قتلته ، وإن كان نبيّا ، فسيطلعّه الله على ذلك ، وأشياء كثيرة عدّدها على اليهودي ، فأسلم اليهوديّ ومن معه من اليهود (٤) ، فكساهم أبو عبد الله عليهالسلام ووهب لهم (٥).
[معجزة الماء والطعام]
[٤٥٧ / ٤٧] ـ وعنه ، عن أبيه ، حدّثنا حبيب بن الحسن الكوفيّ (٦) ، عن محمّد بن
__________________
(١) في «س» زيادة : (به).
(٢) كلمة : (مشويّة) من «ر» «س».
(٣) في «م» «ص» : (قتلت) بدلا من : (قتل).
(٤) عبارة : (من اليهود) لم ترد في «ر» «س».
(٥) ورد مضمونه في قرب الإسناد : ١٣٢ ، وعنه في بحار الأنوار ١٧ : ٢٢٥. وانظر إعلام الورى ١ : ٨٠.
(٦) روى ابن بابويه بواسطة أبيه عن حبيب بن الحسين الكوفي في العلل ٢ : ٣٠١ / ١ ، وعن حبيب بن الحسين التغلبي (الثعلبي) في الأمالي المجلس ٢٩ / ٣ ، وقد قابلت الأمالي مع نسخ في غاية الاعتبار ، والظاهر اتّحاد الكلّ ، والمظنون وقوع التصحيف هنا (الشبيري الزنجاني).