ثمّ خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى بعض أسواق العرب فرأى زيدا ، فاشتراه لخديجة ووجده غلاما كيّسا ، فلمّا تزوّجها وهبته له ، فلمّا نبّئ رسول الله صلىاللهعليهوآله أسلم زيد أيضا ، فكان يصلّي خلف رسول الله صلىاللهعليهوآله : عليّ وجعفر وزيد وخديجة (١).
فصل
[بداية إعلان الدعوة إلى الإسلام]
[٤٦٣ / ٤] ـ قال عليّ بن إبراهيم : ولمّا أتى على رسول الله صلىاللهعليهوآله زمان (٢) عند ذلك أنزل الله عليه (٣) : (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ)(٤) فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله وقام (٥) على الحجر وقال : يا معشر قريش ، يا معشر العرب ، أدعوكم إلى عبادة الله وخلع الأنداد والأصنام ، وأدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّي رسول الله ، فأجيبوني تملكوا بها العرب وتدين لكم بها العجم وتكونون ملوكا ، فاستهزؤوا منه وضحكوا وقالوا : جنّ محمّد بن عبد الله وآذوه بألسنتهم.
وكان من يسمع من خبره ما سمع من أهل الكتب يسلمون ، فلمّا رأت قريش من يدخل في الإسلام جزعوا من ذلك ، ومشوا إلى أبي طالب وقالوا : كفّ عنّا ابن أخيك ، فإنّه قد سفّه أحلامنا ، وسبّ آلهتنا ، وأفسد شبابنا ، وفرّق جماعتنا ، وقالوا : يا محمّد ، إلى ما تدعو؟
قال : إلى شهادة أن لا إله إلّا الله وخلع الأنداد كلّها ، قالوا : ندع ثلاثمائة وستّين
__________________
(١) عنه في بحار الأنوار ١٨ : ١٨٤ / ١٤ ، ورواه مفصّلا الطبرسيّ في إعلام الورى ١ : ١٠٢ ـ ١٠٤ ، ونقل قطعة منه ابن شهر آشوب في مناقبه ١ : ٤٤.
(٢) في إعلام الورى (ثلاث سنين) بدلا من : (زمان).
(٣) في «ر» «س» : (نزل عند ذلك عليه).
(٤) الحجر : ٩٤.
(٥) في «ر» «س» : (حتّى قام).