إلها ونعبد إلها واحدا ، وحكى الله تعالى عزّ وعلا قولهم : (وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ* أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ) إلى قوله : (بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ)(١).
ثمّ قالوا لأبي طالب : إن كان ابن أخيك يحمله على هذا العدم جمعنا له مالا فيكون أكثر قريش مالا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : مالي حاجة في المال ، فأجيبوني تكونوا ملوكا في الدنيا وملوكا في الآخرة ، فتفرّقوا ثمّ جاؤوا إلى أبي طالب ، فقالوا : أنت سيّد من ساداتنا (٢) وابن أخيك قد فرّق جماعتنا ، فهلمّ ندفع إليك أبهى فتى في قريش وأجملهم وأشرفهم عمارة بن الوليد يكون لك ابنا وتدفع إلينا محمّدا لنقتله.
فقال أبو طالب : ما أنصفتموني! تسألوني أن أدفع إليكم ابني لتقتلوه ، وتدفعون إليّ ابنكم لأربّيه لكم ، فلمّا آيسوا منه كفّوا (٣).
فصل
[نزول آية بحق الوليد بن المغيرة]
[٤٦٤ / ٥] ـ وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله لا يكفّ عن عيب آلهة المشركين ، ويقرأ عليهم القرآن ، وكان الوليد بن المغيرة من حكّام العرب يتحاكمون إليه في الأمور ، وكان له عبيد عشرة عند كلّ عبد (٤) ألف دينار يتّجر بها وملك القنطار (٥) ـ وكان عمّ أبي جهل ـ فقالوا له : يا عبد شمس ، ما هذا الذي يقول محمّد : أسحر أم كهانة أم خطب؟
__________________
(١) سورة ص : ٤ ـ ٨.
(٢) في «ر» : (سيّدنا) بدلا من : (سيّد من ساداتنا).
(٣) عنه في بحار الأنوار ١٨ : ١٨٥ / ١٥ ، ورواه مفصّلا الطبرسيّ في إعلام الورى ١ : ١٠٦ ـ ١٠٨ ، وانظر تفسير القمّيّ ١ : ٣٧٨ ـ ٣٨٠ ، مناقب ابن شهر آشوب ١ : ٥٧ ، تاريخ الطبري ٢ : ٣٢٢.
(٤) في «ر» «س» : (عشرة عبيد عند كلّ واحد منهم) بدلا من : (عبيد عشرة عند كلّ عبد).
(٥) القنطار : جلد ثور مملوء ذهبا (إعلام الورى ١ : ١١٠).