[٤٦٥ / ٦] ـ وفي حديث حمّاد بن زيد ، عن أيّوب ، عن عكرمة قال : جاء الوليد ابن المغيرة إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : اقرأ عليّ ، فقرأ : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)(١).
فقال : أعد فأعاد ، فقال : والله إنّ له لحلاوة وطلاوة ، وإنّ أعلاه لمثمر ، وإنّ أسفله لمغدق (٢) ، وما هذا بقول بشر (٣).
فصل
[دفاع أبي طالب وحمزة عن النبيّ صلىاللهعليهوآله]
[٤٦٦ / ٧] ـ وكان قريش يجدّون في أذى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وكان أشدّ الناس عليه عمّه أبو لهب ، وكان صلىاللهعليهوآله ذات يوم جالسا في الحجر ، فبعثوا إلى سلى (٤) الشاة فألقوه على رسول الله صلىاللهعليهوآله فاغتمّ من ذلك ، فجاء إلى أبي طالب ، فقال : يا عمّ ، كيف حسبي فيكم؟ قال : وما ذاك يابن أخ؟
قال : إنّ قريشا ألقوا عليّ السلى ، فقال لحمزة : خذ السيف ، وكانت قريش جالسة في المسجد ، فجاء أبو طالب ومعه السيف وحمزة ومعه السيف ، فقال : أمرّ السلى على سبالهم (٥) فمن أبى فاضرب عنقه ، فما تحرّك أحد حتّى أمرّ السلى
__________________
(١) النحل : ٩٠.
(٢) أي خصب وعذب ومتّسع ، وفي البحار : (لمغذق).
(٣) عنه في بحار الأنوار ١٨ : ١٨٦ ، إعلام الورى ١ : ١١٢ ، مناقب ابن شهر آشوب ١ : ٥٣ ، دلائل النبوّة للبيهقيّ ٢ : ١٩٨ (باختلاف يسير).
(٤) سلى : المشيمة وهي جلدة فيها الولد في بطن أمّه (المصباح المنير : ٢٨٧) ، وفي كتاب العين ٢ : ٣٩٦ : السلى الجلد الرقيق الذي يخرج فيه الولد من بطن أمّه ملفوفا فيه. وقيل : هو في الماشية السلى ، وفي الناس المشيمة.
(٥) سبال جمع سبلة ، وهي ما على الشارب من الشعر أو مجتمع الشاربين ، أو ما على الذقن إلى ـ