رسول الله ، وسرّ أبو طالب بإسلامه وقال :
فصبرا أبا يعلى على دين أحمد |
|
وكن مظهرا للدين وفّقت صابرا |
وحطّ من أتى (١) بالدين من عند ربّه |
|
بصدق وحقّ لا تكن حمز كافرا |
فقد سرّني أن قلت : إنّك مؤمن |
|
فكن لرسول الله في الله ناصرا |
وناد قريشا بالذي قد أتيته |
|
جهارا وقل : ما كان أحمد ساحرا (٢) |
فصل
[هجرة جعفر عليهالسلام ومن معه إلى الحبشة]
[٤٦٩ / ١٠] ـ ولمّا اشتدّت قريش في أذى رسول الله صلىاللهعليهوآله وأذى أصحابه ، أمرهم أن يخرجوا إلى الحبشة ، وأمر جعفرا أن يخرج بهم ، فخرج جعفر ومعه سبعون رجلا حتّى ركبوا البحر ، فلمّا بلغ قريشا خروجهم بعثوا عمرو بن العاص وعمارة ابن الوليد إلى النجاشيّ أن يردّهم إليهم ، فوردوا على النجاشيّ وحملوا إليه هدايا ، فقال عمرو : أيّها الملك ، إنّ قوما منّا خالفونا في ديننا وصاروا إليك ، فردّهم إلينا.
فبعث الناس (٣) إلى جعفر وأحضره ، فقال : يا جعفر ، إنّ هؤلاء يسألونني أن أردّكم إليهم ، فقال : أيّها الملك ، سلهم أنحن عبيد لهم؟ قال : عمرو : لا ، بل أحرار كرام ، قال : فسلهم ألهم علينا ديون يطالبوننا بها؟ قال : لا ، ما لنا عليهم ديون ، قال : فلهم في أعناقنا دماء؟ قال عمرو : ما لنا في أعناقهم دماء ولا نطالبهم بذحول (٤) ،
__________________
(١) المعنى يكون : احفظه وتعهّده ومنه قولهم : حطّ حطّ أي تعهّد بصلة الرحم وأحدق به من جوانبه.
(٢) إعلام الورى ١ : ١٢٢ وعنه في بحار الأنوار ١٨ : ٢١٠ / ٣٨ ، مناقب ابن شهر آشوب ١ : ٦٢.
(٣) في إعلام الورى : (النجاشي) بدلا من : (الناس). والمراد : فبعث النجاشي الناس إلى جعفر.
(٤) الذحول : جمع ذحل ، وهو الحقد والعداوة ، يقال : طلب بذحله أي بثأره (الصحاح ٤ : ١٧٠١).