وخدعها وهذا طيبها ، فغضب النجاشيّ وهمّ أن يقتل عمارة ثمّ قال : لا يجوز قتله لأنّهم دخلوا بلادي بأمان ، فأمر أن يفعلوا به شيئا أشدّ من القتل ، فأخذوه ونفخوا في إحليله بالزّيبق فصار مع الوحش.
فرجع عمرو إلى قريش وأخبرهم بخبره ، وبقي جعفر بأرض الحبشة في أكرم كرامة ، فما زال بها حتّى بلغه أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قد هادن قريشا وقد وقع بينهم صلح ، فقدم بجميع من معه ووافى رسول الله صلىاللهعليهوآله وقد فتح خيبر ، وقد ولد لجعفر من أسماء بن عميس بالحبشة عبد الله بن جعفر (١).
[٤٧٠ / ١١] ـ وقال أبو طالب يحضّ النجاشيّ على نصرة النبيّ وأتباعه وأشياعه (٢) :
تعلم مليك الحبش أنّ محمّدا |
|
نبيّ كموسى والمسيح بن مريم |
أتى بالهدى مثل الذي أتيا به |
|
وكلّ بحمد (٣) الله يهدي ويعصم |
وأنّكم تتلونه في كتابكم |
|
بصدق حديث لا حديث المرجّم (٤) |
فلا تجعلوا لله ندّا وأسلموا |
|
فإنّ طريق الحقّ ليس بمظلم (٥) |
[رسالة النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى النجاشي والجواب عليها]
[٤٧١ / ١٢] ـ وفيما روى محمّد بن إسحاق أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله بعث عمرو بن أميّة الضمريّ إلى النجاشيّ في شأن جعفر بن أبي طالب وأصحابه ، وكتب معه كتابا :
__________________
(١) إعلام الورى ١ : ١١٥ وعنه في بحار الأنوار ١٨ : ٤١٤ / ٧.
انظر : تاريخ اليعقوبيّ ٢ : ٢٩ ، دلائل النبوّة للبيهقيّ ٢ : ٢٩٣ ، البداية والنهاية ٣ : ٦٩.
(٢) في «ر» «س» : (شعر) بدلا من : (وأتباعه وأشياعه).
(٣) في إعلام الورى : (بأمر).
(٤) في إعلام الورى : (المترجم).
(٥) عنه في بحار الأنوار ١٨ : ٤١٨ / ٤ ، إعلام الورى ١ : ١١٨.