فعلت يا رسول الله ، إنّي أشهد أنّ ما تقول حقّ.
ثمّ بعث إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله هدايا ، وبعث إليه بمارية القبطيّة أمّ إبراهيم عليهالسلام ، وبعث إليه بثياب وطيب كثير وفرس ، وبعث إليه بثلاثين رجلا من القسّيسين لينظروا إلى كلامه ومقعده ومشربه ، فوافوا المدينة (١) ، ودعاهم رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى الإسلام ، فآمنوا ورجعوا إلى النجاشيّ (٢).
فصل
[قصّة المعراج]
وقصّة المعراج معروفة في قوله جلّت عظمته :
(سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى)(٣).
[٤٧٢ / ١٣] ـ وبالإسناد المذكور (*) عن ابن بكير ، عن الصادق عليهالسلام قال : لمّا أسري برسول الله صلىاللهعليهوآله إلى سماء الدنيا لم يمرّ بأحد من الملائكة إلّا استبشروا به ، قال : ثمّ مرّ بملك كئيب حزين فلم يستبشر به ، فقال : يا جبرئيل ، ما مررت بأحد من الملائكة إلّا استبشر بي إلّا هذا الملك ، فمن هذا؟
قال : هذا مالك ، خازن جهنّم ، وهكذا جعله الله ، فقال له النبيّ صلىاللهعليهوآله : يا جبرئيل ، سله أن يرينيها ، قال : فقال جبرئيل : يا مالك ، هذا محمّد رسول الله عليهماالسلام وقد شكا إليّ وقال : ما مررت بأحد من الملائكة إلّا استبشروا بي إلّا هذا الملك ، فأخبرته أن
__________________
(١) في حاشية «ر» استظهر : (مكّة) بدلا من : (المدينة).
(٢) إعلام الورى ١ : ١١٨ وعنه في بحار الأنوار ١٨ : ٤١٨ / ٥ ، دلائل النبوّة للبيهقيّ ٢ : ٣٠٨ ، البداية والنهاية ٣ : ٨٣ ، البداية والنهاية ٣ : ٨٣.
(٣) الإسراء : ١.
(٣) (*) تقدّم الإسناد برقم : (٤٢) و (٢٣٤).