وبيّن لهم أحوالها وهيئاتها ، قالوا : هذه آية أخرى (١).
[٤٧٥ / ١٦] ـ وفي رواية أخرى قال أبو جهل : قد أمكنتكم الفرصة منه ، فاسألوه كم فيها من الأساطين والقناديل؟ فقالوا : يا محمّد ، إنّ هيهنا من دخل بيت المقدس ، فصف لنا أساطينه وقناديله ، فجاء جبرئيل عليهالسلام فعلّق صورة بيت المقدس تجاه وجهه فجعل يخبرهم بما سألوه عنه ، فلمّا أخبرهم قالوا : حتّى تجيء العير ونسألهم عمّا قلت (٢).
فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله : تصديق ذلك أنّ العير تطلع عليكم عند طلوع الشمس يقدمها جمل أحمر عليه غرارتان (٣) ، فلمّا كان من الغد أقبلوا ينظرون إلى العقبة والقرص ، فإذا العير يقدمها جمل أحمر ، فسألوهم عمّا قال رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالوا : لقد كان هذا ، فلم يزدهم إلّا عتوّا (٤).
[في شعب أبي طالب رضى الله عنه]
[٤٧٦ / ١٧] ـ فاجتمعوا في دار الندوة وكتبوا صحيفة بينهم أن لا يواكلوا بني هاشم ولا يكلّموهم ، ولا يبايعوهم ، ولا يزوّجوهم ، ولا يتزوّجوا إليهم حتّى يدفعوا إليهم محمّدا ليقتلوه ، وأنّهم يد واحدة على محمّد يقتلونه غيلة أو صراحا ، فلمّا بلغ ذلك أبا طالب جمع بني هاشم ودخلوا الشعب ، وكانوا أربعين رجلا ، فحلف لهم أبو طالب بالكعبة والحرم ؛ إن شاكت محمّدا شوكة لأتينّ (٥)
__________________
(١) عنه في بحار الأنوار ١٨ : ٣٧٦ / ٨١.
(٢) في «ر» «س» : (أخبرت).
(٣) في «ص» «م» : (أحمر عليه عرارتان) ، وفي إعلام الورى : (أحمر عليه عزارتان) ، والغرارة : الوعاء (العين ٤ : ٣٤٦).
(٤) إعلام الورى ١ : ١٢٤ وعنه في بحار الأنوار ١٨ : ٣٣٦.
(٥) الأصل : (أتي) ماض مجهول اكّد باللام والنون المثقّلة فصارت : (لأتينّ) والمعنى لأتتكم الهلكة.