فقال : وصلتك رحم وجزيت خيرا يا عمّ (١).
فصل
[الرحلة إلى الطائف]
[٤٨٠ / ٢١] ـ وعن الزّهريّ : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يعرض نفسه على قبائل العرب في كلّ موسم ، ويكلّم كلّ شريف قوم لا يسأله منهم أحد (٢) ، فلمّا توفّي أبو طالب اشتدّ البلاء على رسول الله صلىاللهعليهوآله فعمد لثقيف بالطائف رجاء أن يؤووه ، فرضخوه (٣) بالحجارة ، فخلص منهم ورجلاه يسيلان بالدماء (٤) ، واستظلّ في ظلّ نخلة فيه وهو مكروب موجع ، فإذا في الحائط عتبة وشيبة ابنا ربيعة ، فلمّا رآهما كره مكانه (٥) لما يعلم من عداوتهما ، فلمّا رأياه أرسلا إليه غلاما ـ يدعى عداس وهو نصرانيّ ـ ومعه عنب ، فلمّا جاءه عداس ، قال له رسول الله : من أيّ أرض أنت؟
قال : أنا من أهل نينوى ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من مدينة الرجل الصالح : يونس بن متّى ، فقال عداس : وما يدريك من يونس بن متّى؟
فقال له : لا تحقّر أحدا أن يبلّغ رسالة ربّه ، أنا رسول الله ، والله تعالى أخبرني
__________________
(١) إعلام الورى ١ : ١٣١ وعنه في بحار الأنوار ١٩ : ٤ / ٣ ، تاريخ اليعقوبيّ ٢ : ٣٥ ، الوفاء بأحوال المصطفى صلىاللهعليهوآله ١ : ٢٠٨ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٤ : ٧٦.
(٢) في إعلام الورى : (لا يسألهم مع ذلك إلّا أن يأووه) بدلا من : (لا يسأله منهم أحد).
(٣) أي رموه.
(٤) في «م» «ص» : (الدماء) ، وكلمة : (ظلّ) لم ترد فيهما ، وفي إعلام الورى : (الدماء فعمد إلى حائط من حوائطهم واستظلّ في ظلّ حبلة) ، والحبلة : شجر العنب واحدته حبلة (كما في لسان العرب ١١ : ١٣٨).
(٥) في البحار : (مكانهما).