فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : قد أبدلنا الله أحسن (١) من هذا ، تحيّة أهل الجنّة : سلام عليكم.
[فقال له أسعد : إنّ عهدك. بهذا لقريب ، إلى ما تدعو يا محمّد؟ قال : إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، وأدعوكم إلى أن لا تشركوا به شيئا (وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ* وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)(٢) فلما سمع أسعد هذا](٣).
فقال : أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنّك رسول الله ، أنا من أهل يثرب من الخزرج ، وبيننا وبين إخوتنا من الأوس حبال مقطوعة ، فإن وصلها الله بك ، فلا أحد أعزّ منك ، ومعي رجل من قومي ، فإن دخل في هذا الأمر أرجو أن يتمّ الله لنا أمورنا فيك ، لقد كنّا نسمع من اليهود خبرك وصفتك ، وأرجو أن تكون دارنا دار هجرتك ، فقد أعلمنا اليهود ذلك ، فالحمد لله الذي ساقني إليك.
ثمّ أقبل ذكوان ، فقال له أسعد : هذا رسول الله الذي كانت اليهود تبشّرنا به وتخبرنا بصفته ، فأسلم ذكوان وقالا : يا رسول الله ، ابعث معنا رجلا يعلّمنا القرآن كثيرا ، فبعث معهما مصعب ، فنزل على أسعد ، وأجاب من كلّ بطن الرجل والرجلان لمّا أخبروهم بخبر رسول الله وأمره.
وكان مصعب يخرج في كلّ يوم ، فيطوف على مجالس الخزرج يدعوهم إلى
__________________
(١) في إعلام الورى ١ : ١٣٨ والبحار : (قد أبدلنا الله به ما هو أحسن).
(٢) الأنعام : ١٥١ و ١٥٢.
(٣) ما بين المعقوفين من البحار وإعلام الورى.