محمّدا رسول الله ، والحمد لله الذي أكرمنا بذلك ، وهو الذي كانت اليهود تخبرنا به ، وشاع الإسلام بالمدينة ودخل فيه من البطنين أشرافهم.
وكتب مصعب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله بذلك ، فكلّ من دخل في الإسلام من قريش ضربه قومه وعذّبوه ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يأمرهم أن يخرجوا إلى المدينة ، فيصيرون إليها فينزلهم الأوس والخزرج عليهم ويواسونهم (١).
[بيعة العقبة]
[٤٨٣ / ٢٤] ـ ثمّ إنّ الأوس والخزرج قدموا مكّة ، فجاءهم رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال : تمنعون جانبي حتّى أتلو عليكم كتاب ربّكم وثوابكم على الله الجنّة؟ قالوا : نعم ، قال : موعدكم العقبة في الليلة الوسطى من ليالي التشريق ، فلمّا حجّوا رجعوا إلى منى ، فلمّا اجتمعوا قال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله : تمنعوني بما تمنعون أنفسكم؟ قالوا : فمالنا على ذلك؟ قال : الجنّة ، قالوا : رضينا دماؤنا بدمك ، وأنفسنا بنفسك ، فاشترط لربّك ولنفسك ما شئت.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أخرجوا إليّ منكم اثني عشر نقيبا يكونون عليكم بذلك ، كما أخذ موسى من بني إسرائيل اثني عشر نقيبا ، فقالوا : اختر من شئت ، فأشار جبرئيل إليهم فقال : هذا نقيب وهذا نقيب حتّى اختار تسعة من الخزرج ، وهم : أسعد بن زرارة ، والبراء بن مغرور (٢) ، وعبد الله بن حزام ـ أبو جابر بن عبد الله ـ ورافع بن مالك ، وسعد بن عبادة ، والمنذر بن عمر ، وعبد الله بن رواحة ، وسعد ابن الربيع ، وعبادة بن الصامت.
__________________
(١) إعلام الورى ١ : ١٣٦ ـ ١٤١ ، وعنه في بحار الأنوار ١٩ : ٨ / ٥ ، تفسير القمّيّ ١ : ٢٧٢ ، سيرة ابن هشام ٢ : ٧٧ ، الطبقات الكبرى ١ : ٢٢١ ، دلائل النبوّة للبيهقي ٢ : ٤٣٠ ، وانظر الكامل في التاريخ ٢ : ٩٦.
(٢) في إعلام الورى ١ : ١٤٣ : (معرور) بدون نقطة.