وثلاثة من الأوس : وهم : أبو الهيثم بن التّيهان ـ وكان رجلا من اليمن حليفا في بني عمرة بن عوف ـ وأسيد بن حصين ، وسعد بن خيثمة.
فلمّا اجتمعوا وبايعوا رسول الله صلىاللهعليهوآله صاح إبليس : يا معشر قريش والعرب ، هذا محمّد والصباة من الأوس والخزرج على جمرة العقبة يبايعونه على حربكم ، فأسمع أهل منى ، فهاجت قريش وأقبلوا بالسلاح ، وسمع رسول الله صلىاللهعليهوآله النداء ، فقال للأنصار : تفرّقوا.
فقالوا : يا رسول الله ، إن أمرتنا أن نميل إليهم بأسيافنا فعلنا؟ فقال الرسول صلىاللهعليهوآله : لم أؤمر بذلك ، ولم يأذن الله لي في محاربتهم ، فقالوا : يا رسول الله ، تخرج معنا؟ قال : أنتظر أمر الله تعالى جلّ وعلا.
فجاءت قريش قد أخذوا السلاح وخرج حمزة ومعه السيف ومعه عليّ عليهالسلام فوقفا على العقبة ، فقالوا : ما هذا الذي اجتمعتم عليه؟ قال حمزة : ما هيهنا أحد وما اجتمعنا ، والله لا يجوز أحد هذه العقبة إلّا ضربت عنقه بسيفي ، فرجعوا وغدوا إلى عبد الله بن أبي وقالوا : بلغنا أنّ قومك بايعوا محمّدا على حربنا ، فحلف لهم عبد الله أنّهم لم يفعلوا ولا علم له بذلك ، فإنّهم لم يطلعوه على أمرهم فصدّقوه ، وتفرّقت الأنصار ، ورجع رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى مكّة (١).
فصل
[ليلة المبيت والهجرة إلى المدينة]
[٤٨٤ / ٢٥] ـ ثمّ اجتمعت قريش في دار الندوة ، فجاءهم إبليس لمّا أخذوا
__________________
(١) إعلام الورى ١ : ١٤٣ وعنه في بحار الأنوار ١٩ : ١٣ / ١٤ ، وص ٤٧ / ٦ ، وراجع : تفسير القمّيّ ١ : ٢٧٣ ، سيرة ابن هشام ٢ : ٧٧ ، الطبقات الكبرى ١ : ٢٢١ ، دلائل النبوّة للبيهقيّ ٢٢ : ٤٣٠.