الملائكة في صورة الإنس ، فوقف على باب الغار وهو يقول لهم : اطلبوا في هذه الشعاب ، فليس هيهنا فأقبلوا يدورون في الشعاب (١).
[الإذن بالهجرة إلى المدينة]
[٤٨٥ / ٢٦] ـ وبقي رسول الله صلىاللهعليهوآله في الغار ثلاثة أيّام ، ثمّ أذن الله تعالى له في الهجرة وقال : اخرج عن مكّة يا محمّد ، فليس لك بها ناصر بعد أبي طالب ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله وأقبل راع لبعض قريش يقال له : ابن أريقط ، فدعاه رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال له : ائتمنك على دمي ، فقال : إذا والله أحرسك ولا أدلّ عليك ، فأين تريد يا محمّد؟ قال : يثرب ، قال : لأسلكنّ بك مسلكا لا يهتدي فيها أحد.
فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : ائت عليّا وبشّره بأنّ الله تعالى قد أذن لي في الهجرة ، فهيّئ لي زادا وراحلة. وقال أبو بكر : أعلم عامر بن فهيرة أمرنا وقل له : ائتنا بالزاد والراحلة وخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله من الغار ، فلم يرجعوا إلى الطريق إلّا بقديد (٢) ، وقد كانت الأنصار بلغهم خروج رسول الله صلىاللهعليهوآله إليهم ، وكانوا يتوقّعون قدومه إلى أن وافى مسجد قبا (٣)(٤).
ونزل على كلثوم بن الهدم شيخ صالح مكفوف ، واجتمعت إليه بطون الأوس ، ولم تجسر الخزرج أن يأتوا رسول الله لما كان بينهم وبين الأوس من
__________________
(١) عنه في بحار الأنوار ١٩ : ٤٧ / ٨ وعن إعلام الورى ١ : ١٤٥ ، تفسير القمّيّ ١ : ٢٧٣ ، سيرة ابن هشام ٢ : ١٢٤ ، دلائل النبوّة ٢ : ٤٦٧ ، الكامل في التاريخ ٢ : ١٠١.
(٢) قديد : اسم موضع قرب مكّة ، قال ابن الكلبيّ : لمّا رجع تبّع من المدينة بعد حرب لأهلها نزل قديدا فهبّت ريح قدّت خيم أصحابه فسمّي قديدا (معجم البلدان ٤ : ٣١٣).
(٣) في «ر» «س» زيادة : (ونزل فخرج إليه الرجال والنساء يستبشرون بقدومه).
(٤) إعلام الورى ١ : ١٤٨ وعنه في بحار الأنوار ١٩ : ٤٨ ، وانظر : تفسير القمّيّ ١ : ٢٧٣ ، سيرة ابن هشام ٢ : ١٢٤ ، الطبقات الكبرى ١ : ٢٢٧ ، دلائل النبوّة للبيهقيّ ٢ : ٤٦٧.