وكان يصلّي إلى بيت المقدس ، حتّى أتى له سبعة أشهر ، فأمر أن يصلّي إلى الكعبة ، فصلّى بهم الظهر ركعتين إلى هاهنا وركعتين إلى هاهنا (١).
فصل
في مغازيه صلىاللهعليهوآله
[٤٨٦ / ٢٧] ـ قال المفسّرون وأهل السّير : إنّ جميع ما غزا رسول الله صلىاللهعليهوآله بنفسه ستّ وعشرون غزوة ، وأنّ جميع سراياه التي بعثها ولم يخرج معها ستّ وثلاثون سريّة ، وقاتل صلىاللهعليهوآله في تسع غزوات منها ، وهي : بدر ، وأحد ، والخندق ، وبني قريظة ، والمصطلق ، وخيبر ، والفتح ، وحنين ، والطائف (٢) ونذكر بعضها :
فمنها : أنّه بعث رسول الله صلىاللهعليهوآله عبد الرحمن بن جحش (٣) إلى نخلة ، وقال : كن بها (٤) حتّى تأتينا بخبر من أخبار (٥) قريش ، ولم يأمره بقتال ، وذلك في الشهر الحرام ، وكتب له كتابا وقال له : اخرج أنت وأصحابك حتّى إذا سرت يومين ، فافتح كتابك وانظر فيه ، وامض لما أمرتك ، فلمّا سار يومين وفتح الكتاب فإذا فيه : امض حتّى تنزل نخلة ، فائتنا من أخبار قريش بما يصل إليك منهم.
فقال لأصحابه حين قرأ الكتاب : سمعا وطاعة من له رغبة (٦) في الشهادة
__________________
(١) عنه في بحار الأنوار ١٩ : ٦٩ وعن إعلام الورى ١ : ١٤٨ ـ ١٥٨ ، وانظر : دلائل النبوّة ٢ : ٤٩٨ ، الكامل في التاريخ ٢ : ١٠٩.
(٢) انظر : مغازي الواقدي ١ : ٧ ، الطبقات الكبرى ٢ : ٥ ـ ٦ ، وعنهما في بحار الأنوار ١٩ : ١٨٦ / ٤٣.
(٣) في إعلام الورى : (عبد الله بن جحش) ، وذكر في سيرة ابن هشام أنّ نخلة بين مكّة والطائف.
(٤) في «ر» «س» : (لن تزل بها) بدلا من : (كن بها).
(٥) قوله : (أخبار) لم يرد في «ر» «س».
(٦) في النسخ تقديم وتأخير ، والمثبت موافق لإعلام الورى ، والظاهر أنّ الصحيح هكذا : (فقال حين قرأ الكتاب : سمعا وطاعة ، فقال لأصحابه من كان له رغبة في الشهادة ...).