وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله للعبّاس : أفد نفسك وابني أخويك عقيلا ونوفلا ، فقال : إنّ القوم استكرهوني وإنّي كنت مسلما.
فقال صلىاللهعليهوآله : الله أعلم بإسلامك إن يكن حقّا فإنّ الله يجزيك به ، وأمّا ظاهر أمرك فقد كان علينا ، قال : ليس لي مال ، قال صلىاللهعليهوآله : فأين المال الذي وضعته عند أمّ الفضل بمكّة وليس معكما أحد ، فقلت لها : إن أصبت في سفري هذا فهذا المال لبنيّ الفضل وعبد الله وقثم؟
فقال : والله يا رسول الله ، إنّي لأعلم أنّك لرسول الله ، إنّ هذا شيء ما علمه غيري وغير أمّ الفضل ، فاحسب لي يا رسول الله ما أصبتم منّي من مال كان معي عشرون أوقية.
فقال رسول الله : لا (١) ذلك شيء أعطانا الله منك ففدى نفسه بمائة أوقية ، وذلك قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى)(٢) الآية ، وعامّة من قتل من الكفّار قتلهم عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، واستشهد من المسلمين أربعة عشر رجلا (٣).
[غزوة أحد]
[٤٨٨ / ٢٩] ـ ثمّ كانت غزاة أحد على رأس سنة ، ورئيس المشركين يومئذ
__________________
ـ كثير النخل والزرع والخير في طريق الحاج ، وسلكه رسول الله صلىاللهعليهوآله غير مرّة ، وبينه وبين بدر مرحلة. قال عرام بن الأصبغ السلمي : الصفراء قرية كثيرة النخل والمزارع ، وماؤها عيون كلّها ، وهي فوق ينبع مما يلي المدينة.
(١) في «ر» «س» زيادة : (يا عم).
(٢) الأنفال : ٧٠.
(٣) إعلام الورى ١ : ١٦٨ ، انظر : سيرة ابن هشام ٢ : ٢٦٣ ، الطبقات الكبرى ٢ : ١١ ، دلائل النبوّة للبيهقيّ ٣ : ٣٢ ، وانظر مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ١ : ١٦٤.