وقال : رأيت خيلهم تضرب بأذنابها مجنوبة (١) مدبرة ، فطابت أنفس المسلمين بذهاب العدوّ.
[غزوة حمراء الأسد]
وقال أبان بن عثمان : فلمّا كان من الغد من يوم أحد نادى رسول الله صلىاللهعليهوآله في المسلمين ، فأجابوه فخرجوا على ما أصابهم من الفزع ، وقدّم عليّا عليهالسلام بين يديه براية المهاجرين حتّى انتهى إلى حمراء الأسد (٢) ، وكان أبو سفيان أقام بالروحاء وهمّ بالرجعة على رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال : قد قتلنا صناديد القوم ، فلو رجعنا استأصلناهم ، فلقي معبد الخزاعيّ ، فقال : ما وراك؟
قال : والله قد تركت محمّدا وأصحابه وهم يحرقون عليكم ، وهذا عليّ بن أبي طالب عليهالسلام قد أقبل على مقدّمته في الناس ، فثنّى ذلك أبا سفيان ومن معه ، ثمّ رجع رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى المدينة (٣).
[غزوة بني النضير]
[٤٨٩ / ٣٠] ـ ثمّ كانت غزاة بني النضير ، وذلك أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله مشى إلى كعب ابن الأشرف يستقرضه ، فقال : مرحبا بك يا أبا القاسم ، فجلس رسول الله صلىاللهعليهوآله وأصحابه ، فقام كعب كأنّه يصنع لهم طعاما وحدّث نفسه أن يقتل رسول الله ، فنزل جبرئيل فأخبر بما همّ به القوم من الغدر ، فقام صلىاللهعليهوآله كأنّه يقضي حاجته وعرف
__________________
(١) أي : سائرة إلى الجنوب.
(٢) حمراء الأسد : موضع على ثمانية أميال من المدينة (معجم البلدان ٢ : ٣٠١).
(٣) إعلام الورى ١ : ١٨٣ وعنه في بحار الأنوار ٢٠ : ٩٣ ، وانظر : المناقب لابن شهر آشوب ١ : ١٩٤ ، المغازي للواقديّ ١ : ٣٣٨ ، تاريخ الطبريّ ٢ : ٥٣٥ ، والكامل في التاريخ ٢ : ١٦٤.