[غزوة الحديبيّة]
[٤٩١ / ٣٢] ـ ثمّ كانت غزوة الحديبيّة في ذي القعدة ، خرج في أناس كثير من أصحابه يريد العمرة وساق معه سبعين بدنة ، وبلغ ذلك المشركين ، فبعثوا خيلا ليصدّوه عن المسجد الحرام ، وكان صلىاللهعليهوآله يرى أنّهم لا يقاتلونه ، لأنّه خرج في الشهر الحرام وأتى بديل بن ورقاء إلى قريش ، وقال : خفّضوا عليكم ، فإنّه لم يأت يريد قتالكم ، وإنّما يريد زيارة هذا البيت ، فقالوا : والله لا نسمع منك ولا تحدّث العرب أنّه دخلها عنوة ولا نقبل منه إلّا أن يرجع عنّا ، ثمّ بعثوا إليه مكرز بن حفص وخالد ابن الوليد ، وصدّوا الهدي.
ثمّ إنّهم بعثوا ب : سهيل بن عمرو (١) ، فقال : يا أبا القاسم ، إنّ مكّة حرمنا وقد تسامعت العرب أنّك غزوتنا ، ومتى تدخل علينا مكّة عنوة يطمع فينا فنتخطّف ، وإنّا نذكّرك الرحم فإنّ مكّة بيضتك التي تفلّقت عن رأسك.
قال : فما تريد؟ قال : أريد أن تكتب بيني وبينك هدنة على أن أخليها لك في قابل ، ولا تدخلها بحرب وسلاح إلّا سلاح الراكب السيف في القراب والقوس.
فكتب رسول الله ذلك ، ورجع صلىاللهعليهوآله إلى المدينة ، فأنزل الله تعالى جلّ ذكره في الطريق : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً)(٢) فما انقضت تلك المدّة حتّى كاد الإسلام يستولي على أهل مكّة (٣).
__________________
ـ آشوب ١ : ١٩٧ ، تفسير القمّيّ ٢ : ١٨٩ ، سيرة ابن هشام ٣ : ٢٤٤ ، الطبقات الكبرى ٢ : ٧٤ ، تاريخ الطبريّ ٢ : ٥٨١ ، الكامل في التاريخ ٢ : ١٨٥.
(١) في «ص» «م» «ر» «س» : (سهل بن عمرو) ، والمثبت من إعلام الورى والبحار.
(٢) الفتح : ١.
(٣) إعلام الورى ١ : ٢٠٣ وعنه في بحار الأنوار ٢٠ : ٣٦١ / ١٠ ، وانظر : الإرشاد للمفيد ١ : ١١٩ ، المناقب لابن شهر آشوب ١ : ٢٠٢ ، سيرة ابن هشام ٣ : ٣٢٢ ، تاريخ اليعقوبيّ ٢ : ٥٤.