[غزوة خيبر]
[٤٩٢ / ٣٣] ـ ثمّ كانت غزوة خيبر في ذي الحجّة سنة ستّ ، وحاصرهم رسول الله صلىاللهعليهوآله بضعا وعشرين ليلة ، وبخيبر أربعة عشر ألف يهوديّ في حصونهم ، فجعل رسول الله صلىاللهعليهوآله يفتحها حصنا حصنا ، وكان من أشدّها القموص ، فأخذ أبو بكر راية المهاجرين ، فقاتلهم بها فرجع منهزما ، ثمّ أخذها عمر فرجع منهزما.
فساء رسول الله ذلك ، فقال : لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ، كرّار غير فرّار ، فقال عليّ عليهالسلام لمّا سمع مقالة رسول الله صلىاللهعليهوآله : «اللهمّ لا معطي لما منعت ، ولا مانع لما أعطيت» ، فأصبح رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : ادعوا لي عليّا.
فقالوا : إنّه أرمد ، فقال : أرسلوا إليه وادعوه ، فأتي به يقاد ، فتفل في عينيه فقام وكأنّ عينيه جزعتان (١) ، وأعطاه الراية ودعا له فأقبل حتّى ركّزها قريبا من الحصن ، فخرج إليه مرحب ، فبارزه فضرب رجله فقطعها ، وحمل عليّ والجماعة على اليهود فانهزموا (٢).
[٤٩٣ / ٣٤] ـ قال الباقر عليهالسلام : انتهى إلى باب الحصن وقد أغلق ، فاجتذبه اجتذابا شديدا وتترّس به ، ثمّ حمله على ظهره واقتحم الحصن اقتحاما ، ثمّ رمى الباب بعد ما اقتحم المسلمون ، وخرج البشير إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّ عليّا دخل الحصن وأتاه البشير بقدوم جعفر بن أبي طالب وأصحابه من الحبشة إلى المدينة ، فقال :
__________________
(١) قال في لسان العرب ٨ : ٤٨ : الجزع ضرب من الخرز ، وقيل : هو الخرز اليمانيّ ، وهو الذي فيه بياض وسواد ، تشبّه به الأعين.
(٢) إعلام الورى ١ : ٢٠٧ وعنه في بحار الأنوار ٢١ : ٢١ / ١٧ ، وانظر : الإرشاد للمفيد ١ : ١٢٥ ، الخرائج والجرائح ١ : ١٥٩ / ٢٤٩ ، المغازي للواقديّ ٢ : ٦٥٣ ، الطبقات الكبرى ٢ : ١١٠ ، سيرة ابن هشام ٣ : ٣٤٩ ، تاريخ الطبريّ ٣ : ١١.