ما أدري بأيّهما أنا أسرّ : بفتح خيبر أم بقدوم جعفر؟
وتلقّاه رسول الله فلمّا نظر جعفر [إلى] النبيّ صلىاللهعليهوآله مشى على رجل واحدة إعظاما لرسول الله ، وأخذ عليّ عليهالسلام فيمن أخذ صفيّة بنت حييّ (١) ، فدعا بلالا فدفعها إليه ، وقال : لا تضعها إلّا في يدي رسول الله ، فاصطفاها رسول الله وأعتقها وتزوّجها.
ثمّ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعليّ : قم إلى حوائط فدك (٢) ، فخرج يصالحهم على أن يحقن (٣) دماءهم وحوائط فدك لرسول الله خاصّا خالصا ، فنزل جبرئيل فقال : إنّ الله يأمرك أن تؤتي ذا القربى حقّه ، قال : يا جبرئيل ، ومن قرباي؟ وما حقّها؟ قال : اعط فاطمة حوائط فدك واكتب لها كتابا (٤).
[غزوة الفتح]
[٤٩٤ / ٣٥] ـ ثمّ كانت غزوة الفتح في شهر رمضان من سنة ثمان ، وذلك أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله لمّا صالح قريشا عام الحديبيّة ، دخلت خزاعة في حلف النبيّ ، ودخلت كنانة في حلف قريش ، ولمّا مضت سنتان قعد كنانيّ يروي هجاء رسول الله ، فقال خزاعيّ : لا تذكر هذا.
قال : ما أنت وذاك؟ قال : إن عدت لأكسرنّ فاك ، فأعادها فضربه الخزاعيّ ، فاقتتلا ثمّ قبيلتاهما ، وأعان قريش كنانة ، فركب عمرو بن سالم إلى رسول الله فأخبره الخبر ، فقال عليهالسلام : لا نصرت إن لم أنصر بني كعب.
__________________
(١) في «ر» : (بنت حيّ بن أخطب).
(٢) أي بساتين فدك (انظر : تاج العروس ١٠ : ٢٢٦).
(٣) في «ر» «س» : (فصالحهم على أن تحقن) بدلا من : (فخرج يصالحهم على أن يحقن).
(٤) إعلام الورى ١ : ٢٠٨ وعنه في بحار الأنوار ٢١ : ٢٢ / ١٧ ، وانظر : سيرة ابن هشام ٣ : ٣٤٩ وتاريخ الطبريّ ٣ : ١٣.