رسول الله وكفّ يده فهو آمن.
قال العبّاس : يا رسول الله ، إنّ أبا سفيان رجل يحبّ الفخر ، فإن خصّصته بمعروف. فقال صلىاللهعليهوآله : من دخل دار أبي سفيان فهو آمن. قال أبو سفيان : داري؟ قال : دارك ، ثمّ قال : ومن أغلق بابه فهو آمن.
وأتى رسول الله صلىاللهعليهوآله البيت ، وأخذ بعضادتي الباب ثمّ قال : «لا إله إلّا الله (١) ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وغلب الأحزاب وحده». ثمّ قال : ما تظنّون؟ وما أنتم قائلون؟ قال سهل : نقول خيرا ونظنّ خيرا ، أخ كريم وابن عمّ ، قال : فإنّي أقول لكم كما قال أخي يوسف : (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)(٢)(٣).
[غزوة حنين]
[٤٩٥ / ٣٦] ـ ثمّ كانت غزوة حنين ، وهو أنّ هوازن جمعت له (٤) جمعا كثيرا ، فذكر لرسول الله أنّ صفوان بن أميّة عنده مائة درع فسأله ذلك ، فقال : أغصبا يا محمّد؟ قال : لا ولكن عارية مضمونة ، قال : لا بأس بهذا ، فأعطاه ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله في ألفين من مكّة (٥) ، فأنزل الله : (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ)(٦).
قال جابر : فسرنا حتّى إذا استقبلنا وادي حنين ، وكان القوم قد كمنوا في شعاب الوادي ومضايقه ، فما راعنا إلّا كتائب الرجال بأيديهم السيوف والقنا ، فشدّوا علينا
__________________
(١) في «ر» «س» زيادة : (وحده و).
(٢) يوسف : ٩٢.
(٣) إعلام الورى ١ : ٢٢٣ وعنه في بحار الأنوار ٢١ : ١٢٤ و ١٤٠ ، وانظر : مناقب ابن شهر آشوب ١ : ٢١٠.
(٤) في «ر» «س» : (لهم).
(٥) في البحار زيادة : (وعشرة آلاف كانوا معه ، فقال أحد أصحابه : لن نغلب اليوم من قلّة).
(٦) التوبة : ٢٥.