فصل
[إبلاغ سورة براءة]
[٤٩٩ / ٤٠] ـ ثمّ نزلت سورة براءة في سنة تسع ، فدفعها إلى أبي بكر ، فسار بها ، فنزل جبرئيل عليهالسلام فقال : إنّه لا يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك ، فبعث عليّا عليهالسلام على ناقته العضباء ، فلحقه وأخذ منه الكتاب ، فقال له أبو بكر : أنزل فيّ شيء؟ فقال : لا ولكن لا يؤدّي عن رسول الله إلّا هو أو أنا ، فسار بها عليّ عليهالسلام حتّى أدّى بمكّة يوم النحر.
وكان في عهده : أن ينبذ إلى المشركين عهدهم ، وأن لا يطوف بالبيت عريان ، ولا يدخل المسجد مشرك ، ومن كان له عهد فإلى مدّته ، ومن لم يكن له عهد فله أربعة أشهر ، فإن أخذناه بعد أربعة أشهر قتلناه ، وذلك قوله تعالى : (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ)(١) الآية ، ولمّا دخل مكّة قال : والله لا يطوف بالبيت عريان إلّا ضربته بالسيف ، فطافوا وعليهم الثياب (٢).
[٥٠٠ / ٤١] ـ ثمّ قدم على رسول الله صلىاللهعليهوآله ب عروة بن مسعود الثقفيّ مسلما ، واستأذن في الخروج إلى قومه ، فقال : أخاف أن يقتلوك ، قال : إن وجدوني نائما ما أيقظوني ، فأذن له رسول الله ، فرجع إلى الطائف ودعاهم إلى الإسلام فعصوه ، ثمّ أذّن في داره فرماه رجل بسهم فقتله ، وأقبل بعد قتله من ثقيف بضعة عشر رجلا من أشراف ثقيف فأسلموا ، فأكرمهم رسول الله صلىاللهعليهوآله وأمّر عليهم عثمان بن
__________________
(١) التوبة : ٥.
(٢) إعلام الورى ١ : ٢٤٨ وعنه في بحار الأنوار ٢١ : ٢٧٤ / ٩ ، وانظر : تفسير العيّاشيّ ٢ : ٧٣ / ٤ ، إرشاد المفيد ١ : ٦٥ ، سيرة ابن هشام ٤ : ١٩٠ ، تاريخ اليعقوبيّ ٢ : ٧٦ ، تاريخ الطبريّ ٣ : ١٢٣ ، مناقب الخوارزميّ : ١٠٠ ، دلائل النبوّة للبيهقيّ ٥ : ٢٩٦.