ولم يبرح رسول الله صلىاللهعليهوآله من المكان حتّى نزل : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً)(١) فقال : الحمد لله على كمال الدين وتمام النعمة ورضا الربّ برسالتي والولاية لعليّ عليهالسلام من بعدي (٢).
[جيش أسامة]
[٥٠٣ / ٤٤] ـ ولمّا قدم رسول الله صلىاللهعليهوآله المدينة من حجّة الوداع بعث أسامة بن زيد ، وأمره أن يقصد إلى حيث قتل أبوه ، وأمّره على وجوه المهاجرين والأنصار ، وفيهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة ، وعسكر أسامة بالجرف (٣) ، واشتكى رسول الله صلىاللهعليهوآله شكايته التي توفّي فيها ، وكان صلىاللهعليهوآله يقول : نفّذوا جيش أسامة ، ويكرّر ذلك ، وإنّما فعل ذلك صلىاللهعليهوآله لئلّا يبقى في المدينة عند وفاته من يتخلّف في الإمامة ويطمع في الإمارة ، ويستوثق الأمر لأهل بيته : عليّ ومن بعده (٤).
فصل
[في قصّة وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآله]
[٥٠٤ / ٤٥] ـ ولمّا أحسّ النبيّ صلىاللهعليهوآله بالمرض الذي اعتراه أخذ بيد عليّ عليهالسلام وقال :
__________________
ـ
فمن كنت مولاه فهذا وليّه |
|
فكونوا له أنصار صدق مواليا |
هناك دعا اللهمّ وال وليّه |
|
وكن للّذي عادى عليّا معاديا |
(١) المائدة : ٣.
(٢) إعلام الورى ١ : ٢٦٢ وعنه في بحار الأنوار ٢١ : ٣٨٩ / ١٢ ، وانظر : إرشاد المفيد ١ : ١٧٣ ، تاريخ اليعقوبيّ ٢ : ١٠٩.
(٣) الجرف : ناحية قريبة من أعمال المدينة على نحو من ثلاثة أميال (المصباح المنير : ٩٧).
(٤) إعلام الورى ١ : ٢٦٣ وعنه في بحار الأنوار ٢ : ٤٦٥ / ١٩ ، وانظر : الإرشاد للمفيد ١ : ١٨٠ ، سيرة رسول الله صلىاللهعليهوآله لابن هشام ٤ : ٣٠٠.