فلمّا فرغ تقدّم فصلّى عليه ، ثمّ قال الناس : كيف الصلاة عليه؟ فقال عليّ عليهالسلام : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله إمامنا حيّا وميّتا ، فدخل عشرة عشرة فصلّوا عليه ، ثمّ خاضوا في موضع دفنه ، فقال عليّ عليهالسلام : إنّ الله تعالى لم يقبض نبيّه في مكان إلّا ورضيه لمضجعه ، فرضي الناس أن يدفن في الحجرة التي توفّي فيها ، وحفر أبو طلحة وكان عليّ والعبّاس والفضل وأسامة يتولّون دفنه ، وأدخل عليّ من الأنصار أوس بن خولي من بني عوف من الخزرج وكان بدريّا ، فقال له عليّ عليهالسلام : انزل القبر ، فنزل ووضع عليّ عليهالسلام رسول الله صلىاللهعليهوآله على يديه ، ثمّ دلّاه في حفرته ، ثمّ قال له : اخرج ، فخرج ونزل عليّ عليهالسلام فكشف عن وجه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ووضع خدّه على الأرض موجّها إلى القبلة على يمينه ، ثمّ وضع عليه اللبن وهال عليه التراب وانتهزت الجماعة الفرصة لاشتغال بني هاشم برسول الله صلىاللهعليهوآله وجلوس عليّ عليهالسلام للمصيبة (١).
فصل
[ذكر أوصياء النبي صلىاللهعليهوآله]
[٥٠٦ / ٤٧] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ ، حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، حدّثنا ابن أبي عمير ، عن غياث بن إبراهيم ، عن الصادق عن آبائه عليهمالسلام قال : سئل أمير المؤمنين عليهالسلام عن معنى قول رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، من العترة؟
فقال : أنا والحسن والحسين والأئمّة التسعة من ولد الحسين ، تاسعهم مهديّهم وقائمهم ؛ لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتّى يردوا على رسول الله حوضه (٢).
__________________
(١) إعلام الورى ١ : ٢٦٩ وعنه في بحار الأنوار ٢٢ : ٥٢٩ / ٣٥ ، وانظر : الإرشاد للمفيد ١ : ١٨٨.
(٢) إعلام الورى ٢ : ١٨٠ ، وانظر : كمال الدين : ٢٤٠ / ٦٤ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٥٧ / ٢٥ وعنهما بحار الأنوار ٢٣ : ١٤٧.