إليه رجلان فاستعداه (١) أحدهما على الآخر ، فأمر المستعدى عليه أن يقوم إلى المستعدي فيضرب عنقه ، ففعل ، فاستعظمت بنو إسرائيل ذلك ، وقالت : رجل جاء يتظلّم من رجل ، فأمر الظالم أن يضرب عنقه.
فقال عليهالسلام : ربّ أنقذني من هذه الورطة.
قال : فأوحى الله تعالى إليه : يا داود ، سألتني أن ألهمك القضاء بين عبادي بما هو عندي (٢) الحقّ ، وأنّ هذا المستعدي قتل أبا هذا المستعدى عليه ، فأمرت بضرب (٣) عنقه قودا بأبيه ، وهو مدفون في حائط كذا وكذا تحت شجرة (٤) كذا ، فأته فناده باسمه فإنّه سيجيبك فسله.
قال : فخرج داود عليهالسلام وقد فرح فرحا شديدا لم يفرح مثله ، فقال لبني إسرائيل : قد فرّج الله ، فمشى ومشوا معه ، فانتهى إلى الشجرة فنادى : يا فلان ، فقال : لبّيك يا نبيّ الله ، قال : من قتلك؟
قال : فلان ، فقالت بنو إسرائيل : لسمعناه يقول : يا نبيّ الله فنحن نقول كما قال ، فأوحى الله إليه : يا داود ، إنّ العباد لا يطيقون الحكم بما هو الحقّ (٥) فسل المدّعي البيّنة وأضف المدّعى عليه إلى اسمي (٦).
[قضيّة الشيخ والشابّ]
[٢٨٤ / ٨] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ، حدّثنا عبد الله
__________________
(١) استعداه أي : استعان به واستنصره.
(٢) قوله : (عندي) لم يرد في «ر» «س».
(٣) في «ص» والبحار والمستدرك : (فضربت) بدلا من : (بضرب).
(٤) في النسخ الأربع : (صخرة) ، والمثبت موافق لما في البحار.
(٥) في «ر» «س» «ص» والبحار والمستدرك : (عندي الحكم) بدلا من : (الحقّ).
(٦) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٥ / ١٣ وقصص الأنبياء للجزائري : ٣٨٠ ومستدرك الوسائل ١٧ : ٣٦٧ / ٣.