قال أبو خالد : فقلت له : يابن رسول الله ، فإنّ ذلك لكائن؟
قال : إي وربّي إنّ ذلك لمكتوب عندنا في الصحيفة التي فيها ذكر المحن التي تجري علينا بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقلت : يابن رسول الله ، ثمّ ماذا يكون؟
قال : ثمّ تمتدّ الغيبة بوليّ الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله صلىاللهعليهوآله والأئمّة من بعده.
يا أبا خالد ، إنّ أهل زمان الغيبة القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل أهل (١) كلّ زمان ، لأنّ الله أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة ، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسوله بالسيف ، أولئك هم المخلصون حقّا وشيعتنا صدقا ، والدعاة إلى دين الله سرّا وجهرا (٢).
فصل
[حديث آخر في خير الخلق بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله]
[٥١٠ / ٥١] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقيّ ، عن أبيه ، عن جدّه أحمد بن عبد الله ، عن أبيه محمّد بن خالد بن محمّد بن داود ، عن محمّد بن الجارود العبديّ ، عن الأصبغ بن نباتة رضى الله عنه ، قال : خرج علينا عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ذات يوم ويده في يد ابنه الحسن ، وهو يقول : خرج علينا رسول الله صلىاللهعليهوآله ذات يوم ويده في يدي هذا ، وهو يقول : خير الخلق بعدي وسيّدهم هذا ، هو إمام كلّ مسلم ، وأمير كلّ مؤمن بعد وفاتي.
__________________
(١) قوله : (أهل) لم يرد في «ص» «م».
(٢) كمال الدين ١ : ٣١٩ وعنه في بحار الأنوار ٣٦ : ٣٨٦.