صلوات الله عليه فجاء به ، فدعا بطشت ذهب فذبحه فيها وصبّوه على الأرض ، فيرتفع الدم (١) ويعلو ، وأقبل الناس يطرحون عليه التراب فيعلو (٢) عليه الدم حتّى صار تلّا عظيما ومضى ذلك القرن.
فلمّا كان من أمر بخت نصّر ما كان رأى ذلك الدم ، فسأل عنه فلم يجد أحدا يعرفه حتّى دلّ على شيخ كبير فسأله ، فقال : أخبرني أبي عن جدّي أنّه كان من قصّة يحيى بن زكريّا كذا وكذا ، وقصّ عليه القصّة والدم دمه. فقال بخت نصّر : لا جرم لأقتلنّ عليه حتّى يسكن ؛ فقتل عليه سبعين ألفا ، فلمّا وفى عليه سكن الدم (٣).
[٣١٣ / ٦] ـ وفي خبر آخر : إنّ هذه البغيّ كانت زوجة ملك جبّار قبل هذا الملك وتزوّجها هذا بعده ، فلمّا أسنّت وكانت لها ابنة من الملك الأوّل قالت لهذا الملك : تزوّج أنت بها ، فقال : لا حتّى أسأل يحيى بن زكريّا عن ذلك فإن أذن فعلت ، فسأله عنه فقال : لا يجوز ، فهيّأت بنتها وزيّنتها في حال سكره وعرضتها عليه ، فكان من حال قتل يحيى ما ذكر وكان ما كان (٤).
فصل
[انتصار الله للأخيار بالأشرار]
[٣١٤ / ٧] ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، حدّثنا محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد
__________________
(١) في «ر» «س» : (فجعل يرتفع الدم).
(٢) في «ص» : (فيغلو).
(٣) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ١٨٠ / ٢٠.
وورد مضمونه في تفسير مجمع البيان ٦ : ٢٢٤ ، المستدرك للحاكم النيسابوريّ ٢ : ٢٩٠ ، الدرّ المنثور ٢ : ١٣.
(٤) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ١٨٠ / ٢١.