ابن عليّ الكوفيّ ، عن أبي عبد الله الخيّاط ، عن عبد الله بن القاسم ، عن عبد الله ابن سنان ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : إنّ الله عزوجل إذا أراد أن ينتصر لأوليائه انتصر لهم بشرار خلقه ، وإذا أراد أن ينتصر لنفسه انتصر بأوليائه ، ولقد انتصر ليحيى بن زكريّا عليهماالسلام ببخت نصّر (١).
[في زهد يحيى عليهالسلام]
[٣١٥ / ٨] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان ، حدّثنا محمّد بن سعيد بن أبي شحمة ، حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن سعيد بن هاشم (٢) الفتانيّ (٣) البغداديّ ، حدّثنا أحمد بن صالح ، حدّثنا حسّان بن عبد الله الواسطيّ ، حدّثنا عبد الله بن لهيعة ، عن أبي قبيل ، عن عبد الله بن عمر قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : كان من زهد يحيى بن زكريّا عليهماالسلام أنّه أتى بيت المقدس ، فنظر إلى المجتهدين من الأحبار والرهبان عليهم مدارع الشعر (٤) ، فلمّا رآهم أتى أمّه ، فقال : انسجي لي مدرعة من صوف حتّى آتي بيت المقدس فأعبد الله مع الأحبار ، فأخبرت زكريّا بذلك ، فقال زكريّا : يا بنيّ ، ما يدعوك إلى هذا؟ وإنّما أنت صبيّ صغير.
فقال : يا أبت أما رأيت من هو أصغر منّي قد ذاق الموت؟ قال : بلى ، وقال لأمّه : انسجي له المدرعة ، فأتى بيت المقدس وأخذ يعبد الله تعالى حتّى أكلت مدرعة الشعر (٥) لحمه وجعل يبكي ، وكان زكريّا إذا أراد أن
__________________
(١) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ١٨١ / ٢٣ وج ٤٥ : ٣٣٩ / ٤ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٥١.
(٢) في «س» : (سعد هاشم) ، وفي «ر» «ص» : (سعيد هاشم) بدلا من : (سعيد بن هاشم).
(٣) في «ص» «م» : (الفبانيّ) ، وفي الأمالي والبحار : (القنانيّ) ، وفي نسخة من البحار : (القنائيّ).
(٤) المدرعة : ثوب من الصوف (تاج العروس ١١ : ١٠٨).
(٥) في «ر» «س» : (مدرعته).