يعظ الناس (١) يلتفت يمينا وشمالا ، فإن رأى يحيى لم يذكر جنّة ولا نارا (٢).
[النهي عن نكاح بنت الأخت]
[٣١٦ / ٩] ـ وفي خبر آخر : أنّ عيسى بن مريم عليهالسلام بعث يحيى بن زكريّا صلوات الله عليهما في اثني عشر من الحواريّين يعلّمون الناس ، وينهاهم (٣) عن نكاح ابنة الأخت ، قال : وكان لملكهم بنت أخت تعجبه ، وكان يريد أن يتزوّجها ، فلمّا بلغ أمّها أنّ يحيى نهى عن مثل هذا النكاح أدخلت بنتها على الملك بزينة ، فلمّا رآها سألها عن حاجتها ، قالت : حاجتي أن تذبح يحيى ابن زكريّا.
فقال : سلي غير هذا ، فقالت : لا أسألك غير هذا ، فلمّا أبت عليه دعا بطشت ودعا يحيى عليهالسلام فذبحه ، فبدرت (٤) قطرة من دمه فوقعت على الأرض ، فلم تزل تعلو حتّى بعث الله بخت نصّر عليهم ، فجاءته عجوز من بني إسرائيل فدلّته على ذلك الدم ، فألقي في نفسه أن يقتل على ذلك الدم منهم حتّى يسكن ، فقتل عليها سبعين ألفا في سنة واحدة ثمّ سكن (٥).
__________________
(١) قوله : (الناس) لم يرد في «ص» «م».
(٢) الأمالي للصدوق : ٨٠ / ٤٨ بتفصيل أكثر ، وعنه في بحار الأنوار ١٤ : ١٦٥ / ٤ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٤٤ ومثله في روضة الواعظين : ٤٣٤ عن رسول الله صلىاللهعليهوآله.
(٣) في تفسير القرطبي : (وينهونهم).
(٤) المراد من : بدرت أي : أسرعت وسبقت.
(٥) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ١٨٢ / ٢٤ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٥١ ، وورد في جامع البيان لابن جرير الطبريّ : ١٥ : ٥٦ / صدر الحديث ١٦٦٧٩ ، والمستدرك للحاكم النيسابوريّ ٢ : ٢٩٠ وص ٥٩١ ـ ٥٩٢ ، وتفسير القرطبيّ ١٠ : ٢١٩ ، والدرّ المنثور ٢ : ١٣ ، وفيها تفاوت في بعض الألفاظ.