[أسباب تسلّط بخت نصّر على بني إسرائيل]
[٣٢٢ / ١] ـ وبالإسناد المتقدّم عن سعد بن عبد الله ، حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبيّ ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنّ الله تعالى جلّ ذكره أوحى إلى نبيّ من الأنبياء لبني إسرائيل (١) يقال له : إرميا : أن قل لهم : ما بلد تنقّيته من كرائم البلدان وغرست فيه من كرائم الغرس ونقّيته من كلّ غريبة فأنبت خرنوبا؟ فضحكوا منه فأوحى الله إليه : قل لهم : إنّ البلد بيت المقدس ، والغرس بنو إسرائيل ، نحّيت عنهم كلّ جبّار فأخلفوا فعملوا بمعاصيّ ، فلأسلّطنّ عليهم في بلادهم من يسفك دماءهم ويأخذ أموالهم ، فإن بكوا لم أرحم بكاءهم ، وإن دعوني لم أستجب دعاءهم ، ثمّ لأخرّبنّها مائة عام ، ثمّ لأعمّرنّها.
فلمّا حدّثهم جزع العلماء فقالوا : يا رسول الله ، ما ذنبنا ولم نعمل بعملهم؟ فقال : إنّكم رأيتم المنكر فلم تنكروه ، فسلّط الله عليهم بخت نصّر ، وسمّي به ، لأنّه رضع بلبن كلبة ، وكان اسم الكلب بخت ، واسم صاحبه نصّر ، وكان مجوسيّا أغلف ، أغار على بيت المقدس ، ودخله في ستّمائة ألف علم ، ثمّ بعث بخت نصّر
__________________
(١) قوله : (لبني إسرائيل) من «ص».