إلى النبيّ ، فقال : إنّك نبّئت عن ربّك وخبّرتهم بما أصنع بهم ، فإن شئت فأقم عندي ، وإن شئت فاخرج.
قال : بل أخرج ، فتزوّد عصيرا ولبنا وخرج. فلمّا كان مدّ البصر التفت إلى البلدة فقال : (أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللهُ مِائَةَ عامٍ)(١)(٢).
[(لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ)]
[٣٢٣ / ٢] ـ وبالإسناد المتقدّم (*) عن وهب بن منبّه ، قال : كان بخت نّصر منذ ملك يتوقّع فساد بني إسرائيل ، ويعلم أنّه لا يطيقهم إلّا بمعصيتهم ، فلم يزل يأتيه العيون بأخبارهم ، حتّى تغيّرت أحوالهم (٣) وفشت فيهم المعاصي ، وقتلوا أنبياءهم ، وذلك قوله تعالى جلّ ذكره : (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ) إلى قوله : (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما)(٤) يعنى بخت نصّر وجنوده أقبلوا فنزلوا بساحتهم ، فلمّا رأوا ذلك فزعوا إلى ربّهم وتابوا وثابروا (٥) على الخير ، وأخذوا على أيدي سفهائهم ، وأنكروا المنكر ، وأظهروا المعروف ، فردّ
__________________
(١) البقرة : ٢٥٩.
(٢) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٣٧٤ / ١٥ ومستدرك الوسائل ١٢ : ١٩١ / ٥.
ورواه العيّاشيّ في تفسيره ١ : ١٤٠ / ٤٦٦ : عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٤ : ٣٧٣ / ١٤ ووسائل الشيعة ١٦ : ١٤٢ / ١٦ ، والحسين بن سعيد في كتاب الزهد : ١٠٥ : عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبيّ ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ٩٧ : ٨٦ / ٦١ ومستدرك الوسائل ١٢ : ١٩١ / ٥ ، وابن طاوس الحسنيّ في سعد السعود : ١١٧ بنفس السند المذكور في كتاب الزهد مع اختلاف في المتن.
(*) المراد به السند المذكور برقم : (٥٥).
(٣) في «ر» «ص» والبحار : (حالهم).
(٤) الإسراء : ٤ و ٥.
(٥) المراد بالمثابرة الدوام على الخير والمواظبة عليه.