إرميا عليهالسلام : إنّي جئتهم مخوّفا أخبرهم خبرك ، وقد وضعت لهم علامة تحت سريرك هذا ، وأنت بأرض بابل ، ارفع سريرك ، فإنّ تحت كلّ قائمة من قوائمه حجرا دفنته بيدي وهم ينظرون ، فلمّا رفع بخت نصّر سريره وجد مصداق ما قال ، فقال لإرميا : إنّي لأقتلهم إذ كذّبوك ولم يصدّقوك ، فقتلهم ولحق بأرض بابل.
فأقام إرميا بمصر مدّة ، فأوحى الله تعالى إليه : ألحق بإيليا (١). فانطلق حتّى إذا رفع له شخص بيت المقدس ورأى خرابا عظيما ، قال : أنّى يحيي هذه الله ، فنزل في ناحية واتّخذ مضجعا ، ثمّ نزع الله روحه وأخفى مكانه على جميع الخلائق مائة عام ، وكان قد وعده الله أنّه سيعيد فيها الملك والعمران.
فلمّا مضى سبعون عاما أذن الله في عمارة إيليا ، فأرسل الله ملكا إلى ملك من ملوك فارس يقال له : كوشك ، فقال : إنّ الله يأمرك أن تنفر بقوّتك ورجالك حتّى تنزل إيليا فتعمرها ، فندب الفارسيّ لذلك ثلاثين ألف قهرمان ، ودفع إلى كلّ قهرمان ألف عامل بما يصلح لذلك من الآلة والنفقة فسار بهم ، فلمّا تمّت عمارتها بعد ثلاثين سنة أمر الله (٢) عظام إرميا أن تحيى ، فقام حيّا كما ذكر الله في كتابه (٣).
فصل
[الرؤيا الأولى لبخت نصّر]
[٣٢٤ / ٣] ـ وبالإسناد المذكور عن وهب بن منبّه أنّه لمّا انطلق بخت نصّر بالسبي والأسارى من بني إسرائيل وفيهم دانيال وعزير عليهماالسلام وورد أرض بابل اتّخذ
__________________
(١) في «ر» «س» : (بأرض إيليا).
(٢) قوله : (الله) من «م».
(٣) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٣٦٤ / ٦ ، وقد جاء ذكره في القرآن في مكانين الأوّل : في سورة البقرة : ٢٥٩ ، والثاني في سورة الإسراء : ٤ ـ ٧.