ذلك إلى التنزّه (١) ومعه العابد فرأى إسماعيل ، فقال : إنّك لهيهنا يا إسماعيل؟ فقال له : قلت : لا تبرح فلم أبرح ، فسمّي «صادق الوعد».
قال : وكان جبّار مع الملك فقال : أيّها الملك ، كذب هذا العبد ، قد مررت بهذه البريّة فلم أره هيهنا. فقال له إسماعيل : إن كنت كاذبا فنزع الله صالح ما أعطاك ، قال : فتناثرت أسنان الجبّار ، فقال الجبّار : إنّي كذبت على هذا العبد الصالح فاطلب يدعو الله أن يردّ عليّ أسناني فإنّي شيخ كبير ، فطلب إليه الملك فقال : إنّي أفعل.
قال : الساعة؟ قال : لا ، وأخّره إلى السحر ، ثمّ دعا ، قال : يا فضل (٢) ، إنّ أفضل ما دعوتم الله بالأسحار ، قال الله تعالى : (وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)(٣)(٤).
[إسماعيل عليهالسلام صادق الوعد]
[٢٦١ / ٢] ـ وبهذا الإسناد عن ابن ماجيلويه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، حدّثنا محمّد بن أورمة ، عن محمّد (٥) بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم ، عن شعيب العقرقوفيّ (٦) قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : إنّ إسماعيل نبيّ الله وعد رجلا بالصّفاح (٧) ، فمكث به سنة مقيما وأهل مكّة يطلبونه لا يدرون أين هو؟ حتّى وقع عليه رجل فقال : يا نبيّ الله ، ضعّفنا بعدك وهلكنا.
__________________
(١) في «ر» «س» : (للنّزهة).
(٢) أي : الفضل بن أبي قرة السمندي.
(٣) الذاريات : ١٨.
(٤) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٣٨٩ / ٤ و ٧٢ : ٣٧٣ / ٢٤ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٣٥٧.
(٥) في البحار ٧٢ : ٩٥ (موسى) بدلا من : (محمّد).
(٦) في «ر» «س» : (العقرقوقيّ).
(٧) الصفاح بكسر الصاد وتخفيف الفاء : موضع بين حنين وأنصاب الحرم يسرة الداخل إلى مكّة (النهاية ٣ : ٣٥).