فصل
[رزق المؤمن من حيث لا يحتسب]
[٣٢٨ / ٧] ـ وعن ابن بابويه ، عن محمّد بن الحسن ، حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن عليّ بن محمّد القاسانيّ ، عن القاسم بن محمّد الإصفهانيّ ، عن سليمان بن داود المنقريّ ، عن حفص بن غياث النخعيّ ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من اهتمّ لرزقه كتب عليه خطيئة ، إنّ دانيال عليهالسلام كان في زمن ملك جبّار (١) فأخذه فطرحه في الجبّ (٢) ، وطرح معه السباع لتأكله ، فلم تدن إليه.
فأوحى الله تعالى جلّت عظمته إلى نبيّ من أنبيائه عليهمالسلام أن ائت دانيال بطعام ، قال : يا ربّ ، وأين دانيال؟
قال : تخرج من القرية فيستقبلك ضبع (٣) فيدلّك عليه ، فخرج فانتهى به الضبع إلى ذلك الجبّ ، فإذا بدانيال عليهالسلام فيه ، فأدلى إليه الطعام ، فقال دانيال : الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره ، والحمد لله الذي لا يخيب من دعاه (٤) ، والحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحسانا وبالصبر نجاة.
ثمّ قال أبو عبد الله عليهالسلام : أبى الله أن يجعل أرزاق المتّقين إلّا من حيث لا يحتسبون ، وأبى الله أن يقبل شهادة لأوليائه في دولة الظالمين (٥).
__________________
(١) في الأمالي والبحار زيادة : (عات).
(٢) في الأمالي : (جبّ).
(٣) الضبع : سبع كالذئب أكبر من الكلب ، وإذا جرى يكون كأنّه أعرج (الإفصاح في فقه اللغة ٢ : ٨١٩).
(٤) في الأمالي والبحار زيادة : (الحمد لله الّذي من توكّل عليه كفاه ، الحمد لله الّذي من وثق به لم يكله إلى غيره).
(٥) عنه في مستدرك الوسائل ١٣ : ٤٢ / ١ ونقله العلّامة المجلسيّ في بحار الأنوار ١٤ : ٣٦٢ / ٤ ـ