في الحقيقة في تغيّر هيئة الجنين ، وأمّا الأنبياء فدعواتهم مستجابة وأمورهم عجابة ، وإذا كان شيء ممّا يتعجّب منه من قبل الله تعالى فلا يستنكر فهو سبحانه وتعالى على كلّ شيء قدير (١).
فصل
[أحداث بعد وفاة نبيّ الله سليمان عليهالسلام]
[٣٣١ / ١٠] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان (٢) ، حدّثنا الحسن ابن عليّ السّكريّ ، حدّثنا محمّد بن زكريّا البصريّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن
__________________
(١) نعم إنّ الله على كلّ شيء قدير وإنّه عزيز حكيم وحكيم فيما يريد وما ذلك عليه بعزيز ولذا ذكر العلّامة المجلسيّ في البحار (٦٠ : ٣٦٧) ذيل الحديث السابق ما يقرّب وقوع الحقيقة وإن شئت فراجع والغرض من التعليق الإشارة إلى أنّ كلام الشيخ الراونديّ هنا يناقض صدره ذيله فإنّ الاعتقاد بالاقتدار المطلق لله سبحانه لا يجامع الجزم بتأويل عمليّة موسى عليهالسلام من غرزه عصاه في وسط مربض الأغنام لشعيب عليهالسلام ، تلك الأغنام التي قال عنها شعيب لموسى عليهماالسلام : ما وضعت في هذه السنة من غنم بلق فهو لك بعد ما قال له موسى لمّا قضى أجله : لا بدّ لي أن أرجع إلى وطني وأمّي وأهل بيتي فما لي عندك؟ ... فعمد إلى كساء أبلق وألقاه على عصاه المغروز وسط المربض ثمّ أرسل الفحل على الغنم فلم تضع الغنم في تلك السنة إلّا بلقا فأيّ بعد في إعطاء الله سبحانه تأثيرا للعمليّة المزبورة على تحوّل نطف الأغنام وصيرورتها على صورة لون واحد ، وهو الأبلق حسب نطاق هذه الحكاية التي جاءت في البحار عن تفسير القمّيّ برواية مفصّلة صدرها عن أبي جعفر عليهالسلام وقد روى الراوي ذيلا بهذا المقدار الذي نقلناه عن أبي عبد الله عليهالسلام والظاهر أنّ الشيخ الراوندي أراد أن يشير إلى صدر الرواية عن أبي جعفر عليهالسلام ثمّ ينقل المورد المناسب للكلام المتقدّم عن أبي عبد الله عليهالسلام فذهل عن الصدر وكتب ما هو المقصود ذيلا على نحو الاختصار والاقتباس عنه عليهالسلام بتعبير : ثمّ قال أبو عبد الله عليهالسلام ...
وبهذا الجري أصبح ما ادّعيناه في التعليق المتقدّم من وقوع سقط وارتباك في الكلام والنقل صادقا وصحيحا (غلام رضا عرفانيان).
(٢) في «ر» «س» : (العطّار).