محمد بن إسماعيل ثنا محمد بن كثير عن سفيان ثنا منصور والأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال : بينما رجل يحدث في كندة ، فقال : يجيء دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم ، ويأخذ المؤمن (١) كهيئة الزكام ، ففزعنا فأتيت ابن مسعود وكان متكئا [فأخبرته فغضب](٢) فجلس؟ فقال : من علم فليقل ، ومن لم يعلم فليقل : الله أعلم ، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم لا أعلم (٣) ، فإن الله قال لنبيه صلىاللهعليهوسلم : (قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) (٨٦) [ص : ٨٦] ، وإن قريشا أبطئوا عن الإسلام فدعا عليهم النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : «اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف ، فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة والعظام ، ويرى الرجل ما بين السماء والأرض كهيئة الدخان» فجاء أبو سفيان فقال : يا محمد جئت تأمرنا (٤) بصلة الرحم ، وإنّ قومك قد هلكوا فادع الله لهم ، فقرأ : (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ) (١٠) إلى قوله (إِنَّكُمْ عائِدُونَ) ، أفيكشف عنهم عذاب الآخرة إذا جاء؟ ثم عادوا إلى كفرهم ، فذلك قوله : (يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى) ، يعني يوم بدر ، ولزاما يوم بدر ، (الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ) (٢) ، إلى [قوله](٥)(سَيَغْلِبُونَ) [الروم : ٣] ، والروم قد مضى». ورواه محمد بن إسماعيل عن يحيى عن وكيع عن الأعمش ، قال قالوا : (رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ) (١٢) ، فقيل له : إن كشفنا عنهم عادوا إلى كفرهم ، فدعا ربه فكشف عنهم فعادوا فانتقم الله منهم يوم بدر ، فذلك قوله : (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ) (١٠) إلى قوله : (إِنَّا مُنْتَقِمُونَ).
[١٩٠١] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد] المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا يحيى ثنا وكيع عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبد الله قال : خمس قد مضين اللزام والروم والبطشة والقمر والدخان. وقال قوم : هو دخان يجيء قبل قيام الساعة ولم يأت بعد ، فيدخل في أسماع الكفار والمنافقين حتى يكون كالرأس الحنيذ ، ويعتري المؤمن منه كهيئة الزكام وتكون الأرض كلها كبيت أوقد فيه النار ، وهو قول ابن عباس وابن عمر والحسن.
[١٩٠٢] أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أخبرنا عقيل بن محمد الجرجاني ثنا أبو الفرج
__________________
ـ قال الحافظ ابن كثير في «التفسير» ٤ / ١٦٥ بعد أن ساق أحاديث مرفوعة في أن الدخان هو عند قيام الساعة وعقب ذلك بآثار موقوفة ومنها أثرا عن ابن عباس ، فقال : وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن ، وهكذا قول من وافقه من الصحابة والتابعين مع الأحاديث المرفوعة من الصحاح والحسان التي أوردناها مما فيه دلالة ظاهرة على أن الدخان من الآيات المنتظرة ، مع أنه ظاهر القرآن ، قال الله تعالى : (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ) أي بيّن واضح يراه كل أحد ، وعلى ما فسره ابن مسعود إنما هو خيال رأوه في أعينهم من شدة الجوع ، وهكذا قوله (يَغْشَى النَّاسَ) أي يتغشاهم ويعمهم ، ولو كان أمرا خياليا يخص أهل مكة المشركين لما قيل : (يَغْشَى النَّاسَ) ا ه.
[١٩٠١] ـ تقدم في سورة الفرقان عند آية : ٧٧.
[١٩٠٢] ـ إسناده ضعيف جدا ، لأجل روّاد بن الجراح ، فإنه ضعيف متروك ، وقد أقرّ أنه لم يسمع هذا الحديث من الثوري ، وإنما
(١) في المطبوع «المؤمنين» والمثبت عن «صحيح البخاري» والمخطوط.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) في المطبوع «الله ورسول أعلم» والمثبت عن «صحيح البخاري» والمخطوط.
(٤) في المطبوع «تأمر» والمثبت عن المخطوط و «صحيح البخاري».
(٥) زيادة عن المخطوط.