تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ) يعني الوليد بن عقبة ، (بِنَبَإٍ) ، بخبر ، (فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا) ، كيلا تصيبوا بالقتل والقتال ، (قَوْماً) ، برآء ، (بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ) ، من إصابتكم بالخطإ.
(وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ) ، فاتقوا الله أن تقولوا باطلا أو تكذبوه ، فإن الله يخبره ويعرفه أحوالكم فتفتضحوا ، (لَوْ يُطِيعُكُمْ) ، أي الرسول ، (فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ) ، مما تخبرونه به فيحكم برأيكم ، (لَعَنِتُّمْ) ، لأثمتم وهلكتم ، والعنت : الإثم والهلاك. (وَلكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ) ، فجعله أحب الأديان إليكم ، (وَزَيَّنَهُ) ، حسنه (فِي قُلُوبِكُمْ) ، حتى اخترتموه ، وتطيعوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، (وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ) ، قال ابن عباس : يريد الكذب ، (وَالْعِصْيانَ) ، جميع معاصي الله ، ثم عاد من الخطاب إلى الخبر ، وقال : (أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) ، المهتدون.
(فَضْلاً) ، أي كان هذا فضلا ، (مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
قوله عزوجل : (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما) ، الآية.
[٢٠٠٠] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد] المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا مسدد ثنا معتمر (١) قال سمعت أبي يقول : إن أنسا قال : قيل للنبي صلىاللهعليهوسلم : لو أتيت عبد الله بن أبي ، فانطلق إليه النبي صلىاللهعليهوسلم وركب حمارا وانطلق المسلمون يمشون معه ، وهي (٢) أرض سبخة ، فلما أتاهم النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : إليك عني والله لقد آذاني نتن حمارك ، فقال رجل من الأنصار : والله لحمار رسول الله صلىاللهعليهوسلم أطيب ريحا منك ، فغضب لعبد الله رجل من قومه فتشاتما ، فغضب لكل واحد منهما أصحابه ، فكان بينهما ضرب بالجريد والأيدي والنعال ، فبلغنا أنها نزلت : (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما).
ويروى أنها لما نزلت قرأها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فاصطلحوا وكف بعضهم عن بعض (٣).
[٢٠٠١] وقال قتادة : نزلت في رجلين من الأنصار كانت بينهما مدارأة (٤) في حق بينهما ، فقال أحدهما للآخر : لآخذن حقي منك عنوة ، لكثرة عشيرته ، وإن الآخر دعاه ليحاكمه إلى نبي الله صلىاللهعليهوسلم فأبى أن يتبعه ،
__________________
[٢٠٠٠] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري.
ـ مسدد هو ابن مسرهد ، معتمر هو ابن سليمان بن طرخان.
ـ وهو في «صحيح البخاري» ٢٦٩١ عن مسدد بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ١٧٩٩ وأحمد ٣ / ١٥٧ و ٢١٩ وأبو يعلى ٤٠٨٣ والطبري ٣١٦٩٩ والبيهقي ٨ / ١٧٢ والواحدي في «أسباب النزول» ٧٦١ و «الوسيط» ٤ / ١٥٣ من طرق عن المعتمر بن سليمان به.
ـ فالحديث صحيح ، لكن ذكر نزول الآية الظاهر أنه من كلام سليمان ، وأنه مدرج في الحديث ، والله أعلم.
[٢٠٠١] ـ ضعيف. أخرجه الطبري ٣١٧٠٧ و ٣١٧٠٨ عن قتادة مرسلا ، والمرسل من قسم الضعيف.
(١) تصحف في المطبوع إلى «معمر».
(٢) في المخطوط «على» والمثبت عن ط و «صحيح البخاري».
(٣) لم أقف على إسناد هذه الرواية ، وذكرها الزمخشري في «الكشاف» ٤ / ٢٦٤ عن مقاتل بدون إسناد ، ومقاتل إن كان ابن سليمان ، فهو كذاب ، وإن كان ابن حيان فذو مناكير ، فالخبر واه بمرة ، ليس بشيء.
(٤) في المطبوع «مماراة» والمثبت عن «تفسير الطبري» والمخطوط.